كتب المختارات من أشعار العرب
أولى العربُ الشعرَ اهتماما عظيما، واشتهروا بذلك حتى صار ديوانهم ومجمع أخبارهم ومورد حكمهم ومخلد أيامهم وحقل حكمتهم ومعرض رؤاهم ومنبت أفكارهم ومنفذ مشاعرهم، فما تركوا دربا إلا وطرقوه، ولا موضوعا إلا وأعملوا فيه معاول الكلمات، ولا أسلوبا إلا وجعلوه سبيلا إلى غايتهم. فخرج من أفواههم شعرٌ شغل مقام الأدب الرفيع والمعتمد الأصيل والمصدر الرئيس لكل ما خصّهم، حتى صار الشعر العربي مخالفا فطرة الأشياء إذ عُرف عظيما. وكان للشعراء الأوائل قصب السبق على أقرانهم اللاحقين، وصار كلّ شاعرٍ من بعدهم تبعا لهم. ولعلّ عنترة العبسي في استهلال معلّقته يبيّن لنا شيئا من قدرهم إذ قال: هل غادر الشعراء من مترّدمِ، أي إنهم ما تركوا أمرا وموضوعا إلا وقالوا الشعر فيه. فإن كان عنترة، الشاعر الفحل، وهو ابنهم والمستقي من نبعهم يقول ذلك فما حال من أتى من بعده. غير أنّ ذلك لا يعني الركون إلى ترك الشعر نظما ورواية، بل فيه تبيان لجليل قدر شعر الأوائل وخطورة مقامه وفضله وما علينا في الالتفات إليه وقراءته ودراسته والاستشهاد به وشرحه، فربَّ بيتٍ يغني عن قصيدة، وقصيدة تبوح بما يعجز عن ديوان. كان من اهتمام العرب في عصور الازدهار بعد الإسلام أن حفظوا الشعر في بطون الصحف، وسوّدا به صفحات الكتب، ومع ذلك فقد ذهب جمع من أهل اللغة والأدب القدامى إلى أن ما بلغنا من الشعر إلا أقل القليل، والله غالب على أمره. من بين من بلغهم الشعر عمدت جماعة من الأدباء والرواة إلى جمع مختارات من القصائد، رأت فيها الكمال والجودة والحُسن والبراعة، وأنها بذّت قصائد الآخرين، منتخبةً من شعر كلِّ شاعرٍ مختارٍ كرامَ قصائده وعيون شعره، وهو ما عرف بالمختارات. سنَّ هذه السنة في التأليف المفضّل الضبيّ في القرن الهجري الثاني، واشتهر بكتاب المفضّليّات. تُنسب الأشعار المختارة في هذا الكتاب إلى المفضّل الضبيّ، وهي مئة وثلاثين قصيدة، لكن ليست كلها من اختيار المفضّل الضبيّ، كما هو الراجح، بل أُزيد عليها من آخرين أبرزهم الأصمعي، وإنّ ما اختاره المفضّل الضبي من القصائد، التي عملها للمهدي ابن الخليفة المنصور، ثمانون قصيدة لا غير. ثم تبع المفضّليات كتاب الأصمعيّات لراوية العرب أبي سعيد عبد الملك الأصمعي في القرن الثاني. وكتاب الأصمعيات مجموعة من القصائد المختارة تداخل بعضها مع المفضّليات، وضمّ هذا الكاتب البقيّة المعروفة النسبة إلى اختيار الأصمعي، وهي اثنتين وتسعين قصيدة. كان ثالث كتب المختارات هو جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي، واختلف في عصر صاحب الجمهرة، والراجح أنه من رجال القرن الثالث للهجرة ووفاته في مطلع القرن الرابع. اختار القرشي تسعا وأربعين قصيدة، لثلاثة وعشرين شاعرا جاهليا، وستة عشر شاعرا مخضرما، وعشرة شعراء إسلاميّين. وكل قصائده من الطوال موزّعة في سبع مجموعات هي المعلّقات أو السموط، والمجمهرات، والمنتقيات، والمذهّبات، والمراثي، والمشوبات، والمُلحمات. وآخر كتب المختارات التي ذاع صيتها كتاب مختارات شعراء العرب لصاحبه أبي السعادات هبة الله بن علي بن محمد المعروف بابن الشَّجَريّ. وهو مقسّم في ثلاثة أقسام، يضم القسم الأول اثنتي عشرة قصيدة، والثاني خمسا وعشرين قصيدة، والثالث خاصٌ بمختارات من شعر الحطيئة وأخباره.
بلغ مجموع القصائد في هذه الكتب الأربعة 336 قصيدة، المكرر منها 30 قصيدة، في عدد الأبيات بلغ 8157 تقريبا لـ 155 شاعرا.
لمحات من كتب المختارات الأربعة
تجتمع في شعراء المعلقات صفات عدة، يحوز بعضهم شيئا دون آخر وآخرون كل شيء، فمن صفاتهم أنهم:
– عشّاق
– حكماء
– محاربون
– فلاسفة
– مؤرخون
– صيّادون
– رحّالة
– ندماء
– مفكّرون
لهذا جاء شعرهم آخذا بالألباب والأسماع لأن القصيدة تأتي جامعة مانعة في أعذب لفظ وأدق معنى وأجلى فكرة.
*
يقول النابغة:
والطيبُ يزداد طيبا إذ يكون بها [يا سلام!]
في جيد واضحة الخدين معطارِ
تسقي الضجيع إذا استسقى بذي أُشُر [أطراف الأسنان]
عذب المذاقة بعد النوم مِخمارِ [لله دره!]
*
يقول امرؤ القيس:
وبات وِسادي نحرها وذراعها
وقد سُلبتْ من كل درعٍ ومجولِ
لنعم الوساد هذا!
**
وقوف العرب على الأطلال في شعرهم وقوف ساحر بديع يبدون فيه عشقا عجيبا لأحبابهم، فالحبيب يذهب لكن آثاره تبقى تثير الشجون إذا ما نظرنا إليها، وحين لا نلقاه لنبدي له حبنا نبدي الحبّ لآثاره وما بقي منه لنا ليصير الحب من الإنسان إلى الجماد.
واسمع قول زهير:
وقفت بها بعد عشرين حجة
فلأيا عرفت الدار بعد توهمِ
فلما عرفت الدار قلت لربعها
ألا أنعم صباحا أيها الربع واسلمِ
لما تعرّف على دار الأحبة بعد مشقة لاندراس آثاره حيّا ما بقي منه راجيا له صباحا طيبا وسلاما. خاطب الدار التي ضمّت أرجاؤها من أحبهم في يوم وما نساهم.
ويقول النابغة متحدثا عن دار محبوبته:
وقفت فيها سراة اليوم أسألها
عن آل نُعْم أمونا عبرة أسفارِ
فاستعجمت دار نعم ما تكلمنا
والدار، لو كلمتنا، ذات أخبارِ
ويقول لبيد:
وجلا السيولُ عن الطلول، كأنها
زبرٌ، تجدُّ متونَها أقلامُها
أو رجعُ واشمة، أسفَّ نؤورها
كِففا تعرّض فوقهنّ وشامُها
فوقفتُ أسألها وكيف سؤالنا
صمّا خوالدَ ما يبين كلامُها؟
*
اقرأ وانطرب لقول المنخّل اليشكريّ:
ولقد دخلت على الفتا-
ة الخدرَ في اليوم المطير
الكاعبِ الحسناء تر-
فلُ في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت
مشي القطاة إلى الغدير
ولثمتها فتنفّست
كتنفّس الظبي البهير
فدنت وقالت يا مُنَـ ـخِّل(اسمه)
ـ ما بجسمك من حرور
ما شفَّ جسمي غير حُـ ـبـّكِ
ـ فاهدئي عني وسيري
وأحبها وتحبني
ويحب ناقتها بعيري
*
يقول عمرو بن معديكرب:
إذا يضحكن أو يبسمن يوما
ترى بَرَدا ألحّ به الصقيع
كأنّ على عوارضهنّ راحا
يُفضُّ عليه رمّان ينيع
يصف ضحك الحسان وبسمهن بأنه يكشف عن أسنان بيضاء كالبَرَد، ويصف الريق على ما بدا من الأسنان بأنه خمرٌ ينثر الرمان الطيّب فوقه.
*
استهل أصحاب المعلقات السبعة شعرهم بالوقوف على الأطلال عدا عمرو بن كلثوم استهله بذكر الخمر فقال:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
أي تعالي اسقينا في الصباح خمرا بالقدح الكبير. ثم يأتي على وصف تأثيرها:
تجور بذي اللبانة عن هواه
إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللحز الشحيح إذا أمرّت
عليه لماله فيها مهينا
يقول إن الخمر تنسي العاشق عشقه، وتجعل البخيل ينفق ماله عليها بسخاء.
ويقول:
صرفت الكأس عنا أم عمرو
وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شر الثلاثة أم عمرو
بصاحبك الذين لا تصبحينا
قيل إن عمرا قالها هذين البيتين في صباه إذ اجتمع جده من أمه المهلهل بن ربيعة وأبوه كلثوم بن عتّاب يشربان الخمر ومعهم عمرو غلاما، فسقت أمه أباها ثم أمرت الكأس إلى زوجها، ثم أعادته إلى أبيها، ولم تسق عمرا، وكان عن يمينها، فقال هذين البيتين. فضغب أبوه ولطمه وقال يا لكع بلى والله شر الثلاثة. ولما قتل عمرو الملكَ عمرا بن هند قالت له أمه: أنت والله خير الثلاثة اليوم.
*
قصيدة لقيط بن يعمر، وهو يحذر بها قبيلته إيادا من غزو جيش كسرى، من أروع الشعر استحثاثا للهمم واستنهاضا للرجال للذود عن الحمى والذمار.
يستهلها:
يا دار عمرة من محتلِّها الجرعا
هاجت لي الهمَّ والأحزان والوجعا
واسمع قوله:
هيهات لا مال من زرع ولا إبل
يرجى لغابركم إن أنفكم جُدعا
والله ما انفكت الأموال مذ أبدٍ
لأهلها إن أصيبوا مرة تبعا
يا قوم إن لكم من إرث أوّلكم
مجدا قد أشفقت أن يفنى وينقطعا
ماذا يرد عليكم عز أولكم
إن ضاع آخره أو ذلّ واتّضعا
يا قوم لا تأمنوا -إن كنتم غُيُرا
على نسائكم- كسرى وما جمعا
فلما علم كسرى برسالته لقومه قطع لسانه وغزا إيادا.
*
يخاطب عروة بن الورد زوجته في مستهل قصيدته قائلا:
أقلّي عليّ اللوم يا ابنة منذر
ونامي وإن لم تشتهي النوم فاسهري
*
قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:
بسطت رابعةُ الحبل لنا * فوصلْنا الحبلَ منها ما اتّسع
حُرّة تجلو شتيتا واضحا * كشعاع الشمس في الغيم سطع (أي أسنانها)
أبيض اللون لذيذا طعمه * طيّب الريق إذا الريق خدع (لأن الريق قد يفسد طعمه)
تمنح المرآة وجها واضحا * مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع
والبيت الأخير فيه لفتة بديعة أن جعل المرآة آخذة لا مانحة، فالعادة أن المرآة تعكس صورة الرائي إليها، لكن لحسنها كأن المرآة ترى نفسها في وجهها.
وأظن أن أحد الشعراء طرق هذا المعنى لكن لا يحضرني أيهم وأين.
*
يقول الفرزدق:
إذا هنّ ساقطن الحديث حسبته
جَنى النحل أو أبكارَ كَرْمٍ يقطفُ
وصف العرب للنساء في شعرهم لا تجده حتى عنده من يؤلّه المرأة ويعبدها. وهذا لعمري غاية الطلب أن تبلغ برؤيتك إياها السماء وأنت في كنف الأرض.
ويقول المرقش الأصغر:
وما قهوة صهباء كالمسك ريحها
تُطان على الناجود طورا وتنزح
ثوت في سباء الدن عشرين حجة
يطان عليها قرمد وتروّح
كل هذا الوصف لهذا النوع الفريد من الخمر إلا ليشفعه بالقول:
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا
من الليل بل فوها ألذُّ وأنضحُ
وأنضح أي خمر فمها أكثر من خمر الدن.
أبيات منتقاة من كتب المختارات الأربعة
من المفضليات
قال تأبّطَ شرًّا:
سدد خلالك من مال تجمّعه * حتى تلاقي الذي كلُّ امرئ لاقِ
لتقرعنَّ عليّ السنَّ من ندمٍ * إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي
*
قال الكَلْحَبَة العُرَنيّ:
إذا المرء لم يغشَ الكريهة أوشكت * حبال الهوينا بالفتى أن تقطّعا
أي إنه إذا لم يغامر ويكون ذا جراءة على المخاطر جسورا غلبت عليه الدعة والراحة، وانقطع خبره.
*
قال الحادرة:
إنّا نعفُّ فلا نريب حليفنا * ونكفُّ شحَّ نفوسنا في المطمعِ
ونقي بآمن مالنا أحسبانا * ونجرُّ في الهيجا الرماحَ وندّعي
ونخوضُ غمرة كلّ يومِ كريهةٍ * تردي النفوس وغُنمها للأشجعِ
ونقيمُ في دار الحفاظ بيوتنا * زمنا ويظعن غيرنا للأمرع
الأمرع: موضع أكثر خصبا للرعي.
*
قال الحُصين بن الحُمام المُريّ:
وعوذي بأفناء العشيرة إنما * يعوذُ الذليلُ بالعزيز ليعصما
ويقول:
فلستُ بمبتاع الحياة بسبّة * ولا مبتغٍ من رهبة الموت سُلّما
ولكن خذوني أيّ يوم قدرتم * عليّ فحزّوا الرأس أنْ أتكلما
أي إن قدرتم عليّ فاغلبوني واذبحوني فما يعود رأسي يتكلم في هجائكم.
*
قال المرّار بن منقذ:
لا تمسُّ الأرض إلا دونها * عن بلاط الأرض ثوب منعفرْ
تطأ الخزّ ولا تُكرمه * وتطيل الذيل منه وتجُرْ
يصف هنا حسن امرأة وثرائها ودوسها كرام الثياب والقماش بقدميها لرفعتها وشرفها وحسنها.
ويكمل وصفها في أبيات لاحقة:
إنما النوم عشاءً طَفَلا * سِنةٌ تأخذها مثل السُّكُر
والضحى تغلبها وقدتها * خرق الجؤذر في اليوم الخدر
وهي لو يعصر من أردانها * عبق المسك لكادت تنعصر
أملح الخلق إذا جرّدتها * غيرَ سمطين عليها وسُؤر
لحسبت الشمس في جلبابها * قد تبدّت من غمامٍ منسفِر
صورة الشمس على صورتها * كلما تغرب شمس أو تذُر
تركتني ليست بالحي ولا * ميّتٍ لاقى وفاةً فقُبر
*
قال الشنفرى:
فدقّت وجلّت واسبكرّت وأكملت * فلو جُنَّ إنسانٌ من الحسن جُنّتِ
ويقول:
وإني لحلو إن أريدتْ حلاوتي * ومرٌ إذا نفس العزوف استمرّتِ
أبيٌّ لما آبى سريعٌ مباءتي * إلى كلّ نفسٍ تنتحي في مسرّتي
أي إن أبت نفسي شيئا أبته بعزمٍ لا يلين، وإنْ أرادت الرجوع عما تأباه رجعت إذا كان من يرجعها يريد مسرّتها وخيرها.
*
قال المَخَبل السعدي:
إنَّ الثراء هو الخلودُ وإ * نَّ المرءَ يُكربُ يومَه العدمُ
ويقول:
لَتُنَقِّبَنْ عنّي المنيّةُ إ * نَّ الله ليس كحكمه حكمُ
إنّي وجدتُ الأمر أرشده * تقوى الإله وشرّه الإثمُ
*
قال عمرو بن الأهتم:
ذريني فإنّ البخل يا أمَّ هيثم * لصالحِ أخلاق الرجال سروقُ
ويقول:
وكلُّ كريم يتّقي الذمَّ بالقِرى * وللخير بين الصالحين طريقُ
لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها * ولكنّ أخلاق الرجال تضيقُ
*
قال ثعلبةُ بن صُعَيْر:
وإذا خليلُك لم يدم لك وصله * فاقطعْ لُبانته بحرفٍ ضامرِ
أي إن لم يكن كما عهدته من الخير فانقطع عنه واقطع حاجتك إليه وارحله على ظهرٍ ناقة نجيبة. حَرْفٍ: ناقة ماضية.
*
قال الحارث بن حلِّزة اليشكري:
ويئستُ مما قد شغفتُ به * منها ولا يُسليك كاليأسِ
أي لا شيء يُنسيك محبوبك مثل اليأس منه ووصاله ووجوده.
*
قال عبدة بن الطبيب:
فَعَدِّ عنها ولا تشغلكَ عن عملٍ * إنَّ الصبابةَ بعد الشيب تضليلُ
*
قال ذو الإصبع العدواني:
كلُّ امرئ راجعٌ يوما لشيمته * وإنْ تخالق أخلاقا إلى حين
*
وقال أيضا في قصيدة أخرى:
والله لو كرهت كفّي مصاحبتي * لقلتُ إذ كرهتْ قربي لها بِيني
*
قال ربيعة بن مقروم:
وإنْ تسألني فإني امرؤ * أُهين اللئيم وأحبو الكريما
وأبني المعالي بالمكرمات * وأرضي الخليل وأروي النديما
ويحمد بذلي له مُعتف * إذا ذمّ من يعتفيه اللئيما
وأجزي القروض وفاء بها * ببؤسى بئيسى ونعمى نعيما
وقومي فإن أنت كذّبتني * بقولي فاسئل بقومي عليما
المعتفي: طالب المعروف.
ويقول:
تعوّد في الحرب أن لا براح * إذا كُلِّمتْ لا تشكّى الكلوما
كُلّمت: جُرحت.
*
قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:
بسطت رابعةُ الحبل لنا * فوصلْنا الحبلَ منها ما اتّسع
حُرّة تجلو شتيتا واضحا * كشعاع الشمس في الغيم سطع (أي أسنانها)
أبيض اللون لذيذا طعمه * طيّب الريق إذا الريق خدع (لأن الريق قد يفسد طعمه)
تمنح المرآة وجها واضحا * مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع
ويقول:
وكذاك الحب ما أشجعه * يركب الهول ويعصي من وزع
فأبيتُ الليلَ ما أرقده * وبعينيّ إذا نجمٌ طلع
*
قال جابر بن حُنيّ التغلبي:
وفي كلِّ أسواق العراق إتاوةٌ * وفي كل ما باع امرؤٌ مكس درهمِ
ويقول:
نعاطي الملوك السلمَ ما قصدوا بنا * وليس علينا قتلهم بمحرّمِ
*
قال المرقّش الأكبر:
هل يرجعن لي لِمّتي إن خضّبتها * إلى عهدها قبل المشيب خضابها
*
وقال:
أموالنا نقي النفوس بها * من كلّ من يدني إليه الذَّمّْ
*
قال المرقّش الأصغر:
أفاطم لو أن النساء ببلدةٍ * وأنتِ بأخرى لاتبعتك هائما
ويقول:
من يلق خيرا يحمدِ الناسُ أمره * ومن يغوِ لا يعدمْ على الغيّ لائما
ألمْ ترَ أنَّ المرءَ يجذمُ كفَّه * ويجشمُ من لوم الصديق المجاشما (أي يقطع كفه خشية لومه صاحبه)
أمنْ حُلُمٍ أصبحتَ تنكتُ واجما * وقد تعتري الأحلامُ من كان نائما
*
قال أفنون التغلبي:
لعمرُك ما يدري امرؤ كيف يتّقي * إذا هو لم يجعلْ له اللهُ واقيا
*
قال متمم بن نويرة:
فلّما تفرّقنا كأني ومالكا * لطول اجتماعٍ لم نبت ليلةً معا
*
وقال:
كأنْ لم أجالسه، ولم أمسِ ليلةً * أراه، ولم يصبح ونحن جميعا
*
قال المُثقِّب العبديّ:
فإني لو تخالفني شمالي * خلافكِ ما وصلتُ بها يميني
إذًا لقطعتها ولقلتُ بيني * كذلك أجتوي من يجتويني
الاجتواء: الكراهة والاستثقال.
ويقول عن ناقته وعلى لسانها:
إذا ما قمتُ أرحلُها بليلٍ * تأوُّه آهةَ الرجلُ الحزينِ
تقولُ إذا درأتُ لها وضيني * أهذا دِينه أبدا وديني (أي طول ارتحالنا، والوضين بمنزلة الحزام تشدُّ به)
أكلُّ الدهرِ حلٌ وارتحالٌ * أما يُبقي عليّ وما يقيني
*
قال راشد بن شهاب اليشكري:
ولكنّني أُقصي ثيابي من الخَنَا * وبعضُهُمُ للغدرِ في ثوبه دَسَمْ
*
قال الحارث بن ظالم:
علوتُ بذي الحيّات مفرق رأسه * وهل يركب المكروه إلا الأكارمُ
*
قال عامر المحاربيّ:
فما يستطيع الناس عقدا نشدُّه * وننقضه منهم وإنْ كان مبرما
*
قال بشر بن أبي خازم:
نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي * والخيلُ مشعلةُ النحور من الدمِ
أي: نضرب خوذ الأعداء قائلين خذها وأنا ابن فلان، يضربون وهم على متن خيول مخضّبة بدم الأعداء نحورها كأنها مشتعلة به.
*
قال علقمة بن عَبَدَة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني * بصير بأدواء النساء طبيبُ
إذا شاب رأسُ المرء أو قلّ ماله * فليس له من ودّهنّ نصيبُ
يُردن ثراء المال حيث علمنه * وشرخُ الشباب عندهن عجيبُ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنك بجسرة * كهمّكَ فيها بالرداف خبيبُ
جسرة: ناقة صلبة متجاسرة.
*
وقال:
والحمدُ لا يشترى إلا له ثمنٌ * مما يضنُّ به الأقوامُ معلومُ
والجودُ نافيةٌ للمالِ مَهلكةٌ * والبخلُ باقٍ لأهليه ومذمومُ
ويقول في وصف الخمر:
كأسُ عزيزٍ من الأعناب عتّقَها * لبعض أحيانها حانيّة حُومُ
تشفي الصُّداع ولا يؤذيك صالبها * ولا يُخالطها في الرأس تدويمُ
*
قال أبو ذؤيب:
والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبتها * وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
*
قال المرقِّش الأكبر:
وإذا ما سمعتِ من نحو أرضٍ * بمحبٍّ قد مات أو قيل كادا
فاعملي غير علمِ شكٍ بأني* ذاكَ، وابكي لمصفدٍ أن يُفادى
*
من الأصمعيات
قال سهم بن حنظلة الغنويّ:
ألا ترى أنما الدنيا معلّلةٌ * أصحابَها ثم تسري عنهم سلبا
بينا الفتى في نعيم يطمئن به * ردّ البئيسَ عليه الدهرُ فانقلبا
أو في بئيس يُقاسيه وفي نَصَبٍ * أمسى وقد زايل البأساء والنَّصَبا
*
قال مالك بن حريم الهمداني:
فإن يك شابَ الرأسُ منّي فإنني * أبيْتُ على نفسي مناقبَ أربعا
فواحدةٌ أن لا أبيتَ بغِرّة * إذا ما ساومَ الحيّ حولي تضوّعا (أي لا أنام وقومي بحاجة لحمايتي)
وثانية أن لا أصمّت كلبنا * إذا نزل الأضياف حرصا لنُودَعا
وثالثةٌ أن لا تُقذّعَ جارتي * إذا كان جارُ القومِ فيهم مُقذَّعا (لا أقول عن جارتي بالباطل ولو كان فيها الباطل)
ورابعةٌ أن لا أحجّل قِدرنا * على لحمها حين الشتاء لنشبعا (أي إنه كريم مع ضيفه في الشتاء لقلة الزاد)
*
قال الحارث بن عُباد:
قرّبا مَربط النعامة مني * لقِحَتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ
لم أكن من جُناتها علم اللـ * ـه وإنّي بحرّها اليوم صالِ
لا بُجيرٌ أغنى فنيلا ولا رهْـ * ـط كُليبٍ تزاجروا عن ضلالِ
*
قال كعب بن سعد الغنويّ:
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي * ويغضب منه صاحبي بقؤولِ
ولن يلبث الجّهّالُ أن يتهضّموا * أخا الحلم ما لم يستعن بجهولِ
*
قال عمرو بن الأسود:
والجمعُ من ذُهْلٍ كأنّ زهاءهم * جَرْبُ الجِمالِ يقودها ابنا شعثمِ
قذفوا الرماحَ وباشروا بنحورهم * عند الضراب بكل ليث ضيغمِ
والخيلُ يضبرن الخبار عوابسا * وعلى مناسجها سبائبُ من دمِ
لا يصدفون عن الوغى بخدودهم * في كلّ سابغةٍ كلونِ العلظمِ
يصف كيف أن فيلق الفرسان ينطلقون إلى الوغى، فيقذفون بالرماح على عدوهم ثم يقبلون كالأُسُدِ عليهم بأجسادهم، والخيلُ تعدو ضاربة الأرض اللينة وصفحات رقابها مخضّبة بدم الأعادي، لا يلتفتون في أثناء القتال لابسين الدروع المتصدئة.
*
قال السموءل:
ينفعُ الطيّبُ القليلُ من الرز * ق ولا ينفعُ الكثيرُ الخبيتُ
*
قال أعشى باهلة:
لم تُرَ أرضٌ ولم يسمع بها أحدٌ * إلا بها من نوادي وقعه أثرُ
ويقول:
من ليس في خيره شرٌ يكدّره * على الصديق ولا في صفوه كدرُ
أخو حروبٍ ومكسابٌ إذا عَدِموا * وفي المحافل منه الجِدُّ والحذرُ
ويقول:
ورّاد حربٍ شهاب يستضاء به * كما يضيء سواد الطخية القمرُ
*
قال كعب بن سعد الغنويّ:
فتًى أريحيًّا كان يهتزُّ للندى * كما اهتزَّ من ماء الحديد قضيبُ
*
قال غريقة بن مسافع:
حليمٌ إذا ما الحِلم زيّن أهله * مع الحلم في عين العدو مهيبُ
إذا ما تراءاه الرجال تحفّظوا * فلم تُنطقِ العوراءُ وهو قريبُ
أي لا يقال الباطل في حضرته.
*
قال أبو النشناش النهشليّ:
ولم أرَ مثلَ الهمِّ ضاجعه الفتى * ولا كسواد الليل أخفقَ طالبه
*
قال عدي بن رعلاء:
ليس من مات فاستراح بميْتٍ * إنما الميْت ميّتُ الأحياءِ
إنما الميْتُ من يعيشُ ذليلا * سيّئا بالُه قليلَ الرجاءِ
***
من الجمهرة
قال عبيد بن الأبرص:
لا يعظ الناس من لم يعظِ الد * هر ولا ينفعُ التلبيبُ
*
قال عنترة العبسي:
كيف التقدم والسهام كأنها * رقعُ الجراد على كثيبٍ أهيمِ
كيف التقدم والسيوف كأنها * برق تلألأ في السحاب الرُّكَّمِ
*
قال عدي بن زيد:
فنفسكَ فاحفظها عن الغي والردى * متى تغوها يغو الذي بك يقتدي
ويقول:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلعْ * وقل مثل ما قالوا ولا تتزنَّدِ
أي لا تجزع ولا تغضب.
ويقول:
وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجرٌ * إذا حضرتْ أيدي الرجال بمشهدِ
*
قال أمية بن أبي الصلت:
بأنّا النازلون بكل ثغر * وأنّا الضاربون إذا لقينا
وأنا المانعون لما أردنا * وأنا العاطفون إذا دعينا
وأنا الحاملون إذا أناخت * خطوبٌ في العشيرة تبتلينا
وأنا الرافعون على معدٍّ * أكُّفًّا في المكارم ما علينا
أكُّفًّا في المكارم قدّمتْها * قرونٌ أورثت منا قرونا
تُشرِّدُ في المخافة من تناءى * ويعطينا المقادة من يلينا
*
قال مهلهل بن ربيعة:
إن نحن لم نثأر به فاشحذوا * شفاركم منا لحزّ الحلوقْ
ذبحا كذبح الشاة لا تتقي * ذابحها إلا بشخب العروقْ
*
قال أبو ذؤيب الهذلي:
ولقد حرصتُ بأن أدافع عنهمُ * فإذا المنيّة أقبلت لا تُدفعُ
وإذا المنية أنشبتْ أظفارها * ألفيتَ كلَّ تميمة لا تنفعُ
فالعينُ بعدهم كأنَّ جفونها * سُمّلت بشوكٍ فهي عُورٌ تدمعُ
*
قال النابغة الجعدي:
تذكّرتُ والذكرى تهيجُ لذي الهوى * ومن حاجة المحزون أن يتذكّرا
ويقول:
بلغنا السما مجدا وجُودا وسوددا * وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
يروى “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال إلى الجنة، قال النبي نعم إن شاء الله. لا يفضض الله فاك”. فكان من أحسن الناس ثغرا، وكان إذا سقطت له سن نبتت أخرى.
*
قال كعب بن زهير في لاميته:
إني أقوم مقاما لا يقوم له * أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ
لظلّ يرعدُ إلا أن يكون له * من النبي بإذن الله تنويل
*
قال ذو الرُّمّة:
زينُ الثياب وإنْ أثوابها استُلبت * على الحشية يوما زانها السَلَبُ
ويقول:
تزداد في العين إبهاجا إذا سفَرت * وتحرجُ العين فيها حين تنتقبُ
*
قال الكُميت:
رأيتُ ثيابَ الحِلْمِ، وهي مكنةٌ * لذي الحِلم يعرى وهو كاسٍ سليبُها
أي إنّ ذا الحلم لو جرّد من ثيابه لكساه حلمه وفضله. وقد يكون العري هنا هوانه على الدنيا لكن حلمه يرفعه. وهو قريب بصورته الشعرية من قول ذي الرمة الآنف الذكر، وكذلك قول علي بن الجهم في نفسه:
نصبوا بحمد الله ملءَ عيونهم * حسنا وملء صدورهم تبجيلا
ما عابه أن بُزَّ عنه ثيابه * فالسيفُ أهول ما يرى مسلولا
مختارات شعراء العرب
قال قنعب بن ضمرة:
إن يسمعوا ريبة طاروا لها فرحا * مني وما سمعوا من صالح دفنوا
صمٌّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به * وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
*
قال أعشى باهلة:
من ليس في خيره شرٌّ يكدّره * على الصديق ولا في صفوه كدرُ
*
قال حاتم الطائي:
ونفسك أكرمها فإنك إن تهُن * عليك فلن تلقى لها الدهر مُكرما
ويقول:
وأغفرُ عوراء الكريم ادّخاره * وأعرضُ عن الشتم اللئيم تكرّما
ويقول:
لحى الله صعلوكا مناه وهمّه * من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما
ينام الضحى حتى إذا يومه استوى * تنبّه مثلوجَ الفؤاد مورَّما
ويقول:
ولله صعلوك يساور همّه * ويمضي على الأحداث والدهر مُقدما
فتى طلباتٍ لا يرى الخُمصَ ترحة * ولا شبعةً إن نالها عدَّ مغنما
*
قال النمر بن تولب:
وإن أنت لاقيتَ في نجدةٍ * فلا تتهيبك أن تُقْدما
ويقول:
فإن المنية من يخشها * فسوف تصادفه أينما
وإن تتخاطاك أسبابها * فإنّ قصاراك أن تهرما
*
قال زهير بن أبي سلمى:
ألم ترَ للنعمان كان بنجوةٍ * من الشرِّ لو أن امرأ كان نجيا
فغيّر عنه رُشدَ عشرين حجة * من الدهر يومٌ واحدٌ كان غاويا
*
وقال يمدح هرم بن سنان:
تراه إذا ما جئته متهللا * كأنك تعطيه الذي أنت سائلُ
ويقول:
إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا * أصبت حليما أو أصابك جاهلُ
*
قال عبيد بن الأبرص يهجو امرأ القيس:
وركضك لولاه لقيت الذي لقوا * فذاك الذي نجّاك مما هُنالكا
ظللتَ تُغنّي أن أخذت وليدة * كأنّ مَعَدّا أصبحت في حبالكا
وأنت امرؤ ألهاكَ زقٌ وقَينة * فتصبح مخمورا وتُمسي متاركا
*
وقال:
بان الشبابُ فآلى لا يُلمُّ بنا * واحتلَّ بي من مشيب أيُّ محلال
والشيبُ شينٌ لمن أرسى بساحته * لله درُّ سواد اللّمة الخالي
*
قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه * لا يذهب العرف بين الله والناس
*
قال الحطيئة في الحبس يستشفع عمر بن الخطاب:
ماذا تقول لأفراخ بذي مَرَخ * زُغْب الحواصل لا ماء ولا شجرُ
ألقيتَ كاسبهم في قعر مُظلمة * فاغفر عليكَ سلامُ الله يا عُمرُ
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه * ألقى إليه مقاليدَ النُهي البَشَرُ
ما آثروك بها إذ قدّموك لها * لكن لأنفسهم كانت بك الإثرُ
*
وقال:
إذا نزل الشتاءُ بدار قومٍ * تجنّب جار بيتهم الشتاءُ
هم المتخفّرون على المنايا * بمال الجار ذلكم الوفاء
ويقول:
هم القوم الذين إذا ألمّت * من الأيام مظلمة أضاءوا
*
وقال:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم * من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا
أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنى * وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
*
وقال:
قوم هم الأنفُ والأذناب غيرهم * ومن يسوّي بأنف الناقة الذَنَبا
يروى أن الحطيئة نزل على بني أنف الناقة، فدمحهم بهذا البيت، فصار لقب أنف الناقة مدحا لهم يتفاخرون به. وقصة هذا اللقب أنّ رجلا اسمه قريع نحر ناقة وقسّمها بين نسائه، فبعثت إحدى نسائه ابنها، وهو جعفر، إلى أبيه، ولم يبق من الناقة سوى رأسها وعنقها، فقال شأنك بهذا فأدخل يده في أنفها وأخذ ما أعطاه. وصار هذا لقب جعفر وبنيه.
*
وقال في رثاء علقمة بن علاثة:
يداك خليجُ البحر إحداهما دما * تفيضُ وفي الأخرى عطاء ونائلُ
*
وقال:
جريء على ما يكره المرء صدره * وللفاحشات المنديات هيوب
ويقول:
إذا غاب عنّا غاب ربيعنا * ونُسقى الغمام الغُرَّ حين يؤوب
فنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره * إذا الريح والمكان جديب
*
وقال في هجاء عتيبة بن النهّاس العجلي:
سُئلتَ فلم تبخل ولم تعطِ طائلا * فسيّان لا ذمٌ عليك ولا حمدُ
وأنت امرؤ لا الجودُ منكَ سجيةٌ * فتعطي وقد يُعدي على النائلِ الوجدُ
يعلق ابن الشجري: يقول: قد يعين على الإعطاء اليسارُ إن كان الرجلُ بخيلا.
*
وقال في مديح طريف بن دفاع الحنفي:
وذاك فتى إن تأته في صنيعة * إلى ماله لا تأته بشفيع
قصائد منتقاة من كتب المختارات الأربعة
قصائد المفضليات
1- قصيدة عبدة:
أبني إني قد كبرتُ ورابني * بصري وفيّ لمصلحٍ مستمتعُ
2- قصيدة ذي الإصبع العدواني:
لي ابن عمٍ عليّ ما كان من خُلُقٍ * مختلفان فأقليه ويقليني
3- قصيدة المثقّب العبدي:
لا تقولنّ إذا ما لم تُرد * أن تتمَّ الوعدَ في شيء نعم
4- قصيدة عبد المسيح بن عسلة العبدي:
ألا يا اسلمي على الحوادث فاطما * فإن تسأليني تسألي بي عالما
5- قصيدة الحارث بن ظالم:
قفا فاسمعا أخبركما إذ سألتما * محاربُ مولاه وثكلانُ نادمُ
6- قصيدة عبد قيس بن خفاف:
أجُبَيْلُ إنَّ أباكَ كاربُ يومه * فإذا دعيت إلى العظائم فأعجلِ
7- قصيدة علقمة بن عبدة:
طحا بك قلبٌ في الحسان طروبُ * بعيد الشباب عصر حان مشيبُ
8- وقصيدته:
هل ما علمتَ وما استودعتَ مكتومُ * أم حبلها إذ نأتكَ اليوم مصرومُ
***
قصائد الأصمعيات
1- قصيدة سَعْيَة بن العُرَيض:
ألا إنّي بليتُ وقد بقيتُ * وإني لن أعود كما غنيتُ
2- قصيدة السموءل أخي سعية:
نُطفةً ما منيتُ يومَ منيتُ * أُمِرتْ أمرها وفيها وُبيتُ
3- قصيدة أعشى باهلة:
قد جاء من عل أنباءٌ أُنبّؤها * إليّ لا عجبٌ منها ولا سِخَرُ
4- قصيدة عريقة بن مسافع:
تقول سليمى ما لجسمك شاحبا * كأنك يحميكَ الشرابَ طبيبُ
5- قصيدة مهلهل بن ربيعة:
يا حارِ لا تجهل على أشياخنا * إنّا ذوو السوراتِ والأحلامِ
قصائد الجمهرة
1- المعلقات السبع
2- قصيدة مالك بن الريب:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً * بجنب الغضى أزجي القِلاص النواجيا
مختارات ابن الشجري
– قصيدة الحطيئة:
والله ما معشر لاموا امرأ جُنُبًا * في آل لأي بن شمّاس بأكياس