الشكلانية الروسية – فيكتور أيرليخ
الحركة الشكلانية النقدية الروسية، ظهرت في بدايات القرن العشرين في روسيا تزامنا مع الثورة البلشفية، كانت أصلها تجمعين علميين اثنين؛ الأول في موسكو وهو حلقة موسكو اللغوية، والثاني هو الأوبوياز ومقره في سان بيترسبوغ، كونها مجموعة من الطلاب الذين كانوا يتناقشون في نظرية الأدب بعيدا عن الدروس الأكاديمية، وكانت هذه الحركة إيذانا بولادة علم الشعرية المعاصر، وعلم اللسانيات، والنظرية السردية الحديثة وعلم السيميوطيقا (علم العلامات). وكما يصف فيكتور تركتهم بأنها ستظل من أعلى قمم النقد الفكري الحديث. واستخدم الشكلانيون مصطلح “مورفولوجي” و”تمييزي” لتوضيح منهاجهم النقدي والفكري الذي يقوم على الدراسة البُنيوية إضافة إلى الشكل، وشدد الشكلانيون على أطروحتين رئيسيتين هما:
١- تشديدهم على الأثر الأدبي وأجزائه المكونة.
٢- إلحاحهم على استقلال علم الأدب.
ومن أشهر الشكلانيين: ياكبسون وتيتانوف وشلوفسكي.
انشغلت جماعة الشكلانيين الروس انشغالا كبيرا بعزل الفن عن الحياة لكي يسلموا بأن الشعر قد يكون أقدر في المستويات المعرفية والعاطفية والحسية. وأكدوا على أن الفن الأدبي هو في الآن نفسه خيالي وتمثيل للواقع، متفرد ومتعالق، هذا الزوجان من الخصائص أساسيان؛ فلا ينبغي للناقد أن يتجاهل أي واحد منهما دون مزالق يمكن التعرض لها. وأن العلاقة بين الأدب وباقي الفعاليات الإنسانية هي التي تضمن قوة هذه الاستجابة؛ وأكثر من هذا، إن هذه العلاقة هي التي تخلص الاستجابة وتجعلها، ببساطة، ممكنة. ولهم دارسات فكرية وبحوث نقدية عن الشعر وبنية البيت الشعري، والألفاظ والمقاطع الصوتية للكلمات والبُنية العامة للقصيدة، والصور الشعرية، وهي بحوث تخص الشعر الروسي والسلافي دون غيره. كان الشكلانيون -كما يذكر فيكتور- بوصفهم ممثلي الطليعة الأدبية، مضطرين لإعطاء أهمية أكثر لخرق القواعد الفنية والتجديد عامة، وبصفهم استطيقيين فقد رأوا أن نواة الإدراك الاستيطيقي ومنبع القيم الفنية في خاصية الاختلاف. ومفهوم الاختلاف بالنسبة إلى الشكلانيين ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
١- الاختلاف على مستوى الواقع يمثل المسخ الخلّاق.
٢– وعلى مستوى اللغة تعني البعد عن الاستعمال اللغوي الشائع.
٣- وعلى مستوى الدينامية الأدبية تعني الانحراف عن المعيار الفني السائد أو تغيير هذا المعيار.
يدرس هذا الكتاب الحركة الشكلانية وهو مقسم إلى عدة فصول، تشمل المفاهيم النظرية الأساسية والأدب والحياة، والبيت الشعري بنيةً ومعنى، والأسلوب والبناء، والدينامية الأدبية.