كتب

نال كتاب أشياء غريبة يقولها الزبائن في متاجر الكتب استحسان القراء، ومن بينهم القارئ العربي نظرا للمواقف الطريفة التي ترد فيه، مواقف تحمل معانٍ كثيرة عن كيفية تصرف الناس فتارة تنم عن غباء وجهل وأخرى عن وقاحة وقلة ذوق. تمتزج الصفات اللا منطقية مع الإصرار على الرأي فيظهر الحدث كأنه من عالم آخر، ويثبت الإنسان أنه مخلوق عجيب قادر على جعل المألوف والطبيعي حدثا خارقا للعادة سواء في الإيجاب أو السلبية، وفي هذا الكتاب تميل الكفة السلبية للبشر على الإيجابية. فهل ما نقرأه مضحك؟ ضحكت أحيانا وأنا أقرأ لكني أعود وأسأل نفسي لمَ كل هذه السماجة في التصرف كأن يقاطع أحد الزبائن البائع وهو مشغول مع زبون آخر ليطلب منه كتاب عن آداب السلوك! وفي حادثة أخرى يُجادل أحدهم صاحب المكتبة في الجزء الأخير من سلسلة هاري بوتر مطالبا بالجزء الثاني من الجزء الأخير لأن الفلم الذي مُثّل عن الجزء الأخير كان جزأين وحين يجيب صاحب المكتبة أن الجزء الأخير مكون من كتاب واحد، يرد عليه الزبون لكن الفلم كان جزأين والأفلام مقتبسة من الكتب لذلك لا بد من وجود جزء آخر. أحيانا لا يقف عند الجدال أو التصرف بحماقة بل الإصرار على الخطأ حتى لو اكتشف المرؤ خطأه. 

لم تكتفِ الكاتبة جين كامبل بالكتاب الأول من المواقف التي يتعرض لها باعة الكتب في متاجرهم فأصدرت كتابا آخر حمل عنوان More weird things customers say in bookshop “أغرب ما يقوله الزبائن في متاجر الكتب”. لم يختلف هذا الكتاب عن سابقه، بل عزز أمرين مهمين: معاناة الباعة مع عقليات بعض الزبائن التي تثير الحنق والعصبية، والآخر أن هذا الكائن البشري لا يتوقف عند حد معين في التصرف بأغرب الطرق وأكثرها اضطرابا وتعديا على حقوق الآخر دون سيطرة على أفعاله أو أقواله. كانت لي رغبة في ترجمة الكتاب الثاني، وبعد التواصل مع الكاتبة من أجل أخذ صلاحية الترجمة، أجابت أن علي شراء حقوق الترجمة من الناشر، وفي كل الأحوال بيعت حقوق الكاتب الثاني للعربية وسيترجم وينشر هذا العام. 

آثرت ترجمة بعض المواقف الطريفة إلى العربية، وهو كتاب كتب بلغة إنجليزية بسيطة بإمكان أي شخص بمستوٍ متوسط باللغة الإنجليزية أن يقرأه دون أن يواجه أي صعوبة في الفهم: 

1- (يحاول زبون الخروج من المتجر مع كتاب لم يدفع ثمنه) 

البائعة: المعذرة لكن لم تدفع ثمن الكتاب. 

الزبون: نعم، أعلم، لا تقلقي سأرجعه غدا! 

2- (زبون بلكنة فرنسية): أين المقبرة؟ 

البائعة: تخرج من المتجر وتنعطف يمينا… 

الزبون: (بغضب) لا، بالفرنسية. 

البائعة: عفوا؟ 

الزبون: أخبريني بالفرنسية.

البائعة: … لا أتحدث الفرنسية.

الزبون: (بغضب) لا تتحدثين الفرنسية؟

البائعة: لا. بإمكاني أن أرسم لك الطريق، بدلا عن هذا؟ 

الزبون: أبدا! بالفرنسية فقط! 

3- امرأة (تحمل نسخة من كتاب مراقبو الوزن بيد، وكتاب ألعاب الجوع -رواية في أدب الديستوبيا- في الأخرى): أي كتاب من كتب الحمية الغذائية توصيني به؟

4- الزبونة (لصديقتها): ما الذي تفعلينه لكتبك بعد أن تتمي قراءتها؟

صديقتها: أحيانا أحرقهم.

الزبونة: تحرقيهم؟

صديقتها: نعم. إذا كان مزاجي رائقا. 

5- الزبون: لا أحب هذا الكوكب اليوم فعلا. هل بإمكانك أن توصني بكتاب يأخذني بعيدا، بعيدا جدا!

6- الزبونة: قمت بصنع كعكة وأحرقتها بأكملها. انظري. (تُخرج كعكة محروقة بأكملها من الحقيبة)، هل لديك كتاب مع إرشادات كيف أصلح الكعكة؟ 

7- الزبون: هل أنت مستعد؟

البائعة: لأي شيء؟

الزبون: لقيامة الزومبي. 

8- (امرأة تبحث عن نسخة من ذهب مع الريح -رواية أمريكية-) 

ابنها: هل هذا الكتاب عن الضراط؟

9- الزبونة: هل تؤمنين بالحياة الماضية؟ 

البائع: إمم، حسنا، أ… 

الزبونة: أنا أومن. أومن بالتأكيد. ينتابي شعور مختلف مع كل شيء. أنا جميلة بالتأكيد هذه هي حياتي السابعة. 

البائع: واضح. 

الزبونة: (تبدو سعيدة بنفسها) وبالتأكيد في حياتي الماضية كنت شارلوك هولمز. 

البائعة: … أتعلمين، شارلوك هولمز شخصية خيالية. 

الزبونة: (بغضب) … أتقصدين أنني غير موجودة؟ 

البائعة: … 

10- الزبون: هل لديك كتاب صوتي عن لغة الإشارة؟ 

***

هناك الكثير من المواقف الطريفة، التي كنت أرغب في ترجمتها، لكني لا أملك حقوق ترجمة الكتاب للأسف، وما ترجمته هو مقتطفات من قرابة ثلاثمئة موقفٍ لا تخلو من الغرابة والعجب والطرافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى