النقد الأدبي

وعي الذات والعالم – نبيل سلمان

درسات في الرواية العربية

هذا الكتاب دراسة نقدية للرواية العربية، أراد منها الكاتب أن يضفي على الدراسات النقدية للرواية العربية بحثا مهما عن الذات العربية في الرواية، ويقدم القراءة المستفيضة والرؤى تُساعد على تطور وفهم الرواية العربية ومواضيعها المتركزة حول الذات والآخر واستيعاء العالم، وقد شملت الدراسة تسع روايات هي (أصوات، محاولة الخروج، إلى الجحيم أيها الليلك، الضفة الثالثة، الربيع والخريف، الوطن في العينين، عودة الذئب إلى العرتوق، السابقون واللاحقون، الثنائية). وهي روايات مختلفة من دول عربية كالعراق ومصر وسوريا وفلسطين لروائيين وروائيات كسليمان فياض وأسعد محمد علي وحنا مينه وحميدة نعنع وسميرة المانع. عمل نبيل سلمان في كتابه على توزيع أماكن لقاء الذات (العربية) مع الآخر (الغربي) فكان الفصل الأول ولقاء الذات مع الآخر داخل حدود الوطن، كما في روايتي أصوات ومحاولة الخروج وإلى الجحيم أيها الليلك. والفصل الثاني تمثل في لقاء الذات مع الآخر خارج حدود الوطن واختار هنا الغرب الاشتراكي (هنغاريا) كما في روايتي الضفة الثالثة،  والربيع والخريف، وأما الفصل الثالث فتمثل في الغرب المعتاد (فرنسا) في الرواية العربية كما في روايتي الوطن في العينين وعودة الذئب إلى العرتوق، والفصل الأخير اللقاء مع الآخر في لندن كما في ثنائية سميرة المانع (السابقون واللاحقون والثنائية). قد يُعطي العنوان لهذه الدراسة انطباعا بأن الدراسة تخص الذات والآخر فقط، لكنها أيضا دراسة نقدية في البنية الروائية والأساليب السردية وبناء الشخصيات في الرواية، إضافة لكونها دراسة سيكولوجية للشخصيات الروائية، بل إن الجزء الأكبر من دراسة الذات قائم على التحليل النفسي للشخصيات، وصراع الماضي والحاضر، الوطن والبلد الآخر، واللقاء ما بينهما، والتضاد الثقافي أو العلاقاتي المتمثل أحيانا بالمرأة والجنس أو بالقناعات والأفكار السياسية الخاصة، وكيفية المواجهة مع الآخر، وتمثل هذه الروايات كما يُشير نبيل سلمان بأنها المرحلة الثانية من العلاقة مع الآخر وهي مرحلة التداخل وبناء العلاقة وتصادمها واختلاطها، وتأتي هذه المرحلة بعد مرحلة التعرف على الآخر ولقائه كما في روايات النصف الأول من القرن العشرين، وفي انتظار المرحلة الثالثة، مرحلة ما بعد الاندماج مع الآخر دون النظر إلى تضادية الأنا/ الآخر، من أجل استيعاء للذات والآخر والعالم على نحى أكثر شمولية، بعيدا عن التقوقع على الذات في داخل حدود الوطن أو في داخل حدود بلد الآخر.        

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى