One Hundred poets, The Tales of Ise, The Tale of Genji
يشكل هذان الكتابان (One Hundred poets، The Tales of Ise) مع حكاية جينجي -يضيف لها آخرون كتاب kokin wakash- عماد الأدب التراثي الياباني، ولها تأثير كبير وواسع أدبيا وثقافيا وفنيا في اليابان، حتى إن الشاعر الياباني فيوجيوارا نو تيكا ووالده الشاعر شونزي، اللذين عاشا في القرن الثالث عشر، كان يريان إلزاميّة قراءة الشعراء لكتابي حكاية جينجي لموراساكي شيكيبو وحكايات آيس.
ينتمي كتابا جينجي وحكايات آيس إلى حقبة هييآن (٧٩٤-١١٨٥)، أما كتاب مئة شاعر فقد اكتمل في حقبة كاماكورا في ثلاثينات القرن الثالث عشر على يد الشاعر فيوجيوارا (١١٦٢-١٢٤١)، الذي جمع واختار قصائد مئة شاعر وشاعرة ضمت أباطرة وكهنة من نساء ورجال. لا يعرف الكثير عن مؤلفي كتاب حكايات آيس، الذي حمل اسم المزار الكبير لديانة الشينتو، إلا أن المرجح اشتراك بضعة مؤلفين على مدى مئة سنة في كتابته حتى وصوله إلى النسخة النهائية. تتألف المجموعة من ١٢٥ قصة في مواضيع مختلفة كالحب وفنونه وهو الأغلب والصداقة والطبيعة والرحلات، وللقصائد حضور دائم في هذه القصص فهي جزء ضروري من متنها بل تكاد تكون القصص كُتبت لتكون مقدمة أو استهلال للقصائد أو توضح سبب نظمها. وصفت الكثير من قصص هذا الكتاب حياة الشاعر الشهير آريوارا نو ناريهيرا (٨٢٥-٨٨٠).
أما كتاب مئة شاعر فهو الكتاب الوحيد بين الكتب الثلاثة الذي يُعرف الكثير عن جامعه الشاعر الياباني فيوجيوارا نو تيكا، وهو ينتمي إلى فرع متواضع من عائلة فيوجيوارا النبيلة، وشغل والده منصبا رفيعا في البلاط الإمبراطوري. كان لموهبة فيوجيوارا ومنصب والده دورا في ارتقاء الشاعر في البلاط الإمبراطوري وشارك في تأليف كتب شعر والمختارات الشعرية، كما امتاز بصرامته وذوقه الشعري اللذين لم ينثنيا حتى أمام الإمبراطور غوتوبا. وكان أبرز ما حققه فيوجيوارا كتاب مئة شاعر One Hundred poets, one poem each. لهذا الكتاب صيته وأهميته لأنه يضم عيون الشعر الياباني التراثي waka بمئة قصيدة لشاعر وشاعرة، وشملت قصائدهم طيفا من المواضيع بدءًا بالحب إلى الفراق وفصول السنة الأربعة. تمتاز قصص وقصائد الكتابين بالطابع الإنساني والعاطفي العميق، واللغة الشعرية الفياضة والرفيعة، كما تُشير إلى حالات النفس في ارتقائها بمسّرات الحب وهبوطها في مرارة مآسيه. ورغم قصر هذه القصائد التي نُظمت وفقا لمقاطع صوتية مكونة من ٥-٧-٥-٧-٧ موزعة في خمسة سطور فإن كثافتها الشعرية وبلاغتها وقوة تشبيهاتها واستعارتها لا تُتجاوز بسهولة، كما تبدو الفوارق في مستويات القصائد واضحة فيعلو كعب قصيدة على أخرى إلا أنها في مجملها عالية الأسلوب واللغة.
أما حكاية جينجي لموراساكي شيكيبو فواحد من أقدم النصوص النثرية في الأدب الياباني، ويميل الكثير من الدارسين إلى عد حكاية جينجي أول رواية في التاريخ، وهو عمل يتتبع حياة جينجي ابن إمبراطور اليابان على مر السنين حتى وفاته، وعلاقاته الغرامية مع النساء وحياته في البلاط الإمبراطوري. العمل ضخم يتكون من ١٨٠٠ صفحة بترجمته العربية، قرأت منه ٧٥٠ صفحة إلا أني لم أستطع أن أكمله، فكلما تقدمت في قراءته أجد نفسي في مكاني دون أن ألمس أي تطور أو ثمرة أو تقدم للنص يعينني على الاستمرار بحرق الوقت بقراءته.