التراث الأدبيالتراث العالمي

قصة راغنار لودبروك وأبنائه

تنتمي هذه القصة إلى عصر الملاحم الآيسلندي الذي جرت وقائعه ما بين القرن التاسع والحادي عشر للميلاد في إسكندنافيا. اعتُمد في تدوين هذه الملاحم، في القرنين الثالث والرابع عشر، على أحداث تاريخية وأسطورية ناسجة كتبا -يكون أحيانا تاريخ عائلة في عدة أجيال- في نوع أدبي عرف بألـ Saga، وهي ملحمة أو قصة أو تاريخ مكتوب نثرا، وغالبا ما امتازت هذه الملاحم بسمات الملحمة الشعرية. تشكل الملاحم النثرية الشطر الأعظم من الأدب الآيسلندي التراثي، ويوجد اليوم ما يزيد عن ثلاثين ملحمة، في مقدمتها ملحمة آل فولسونغ. ينتهي خبر سيغورد قاتل التنين في هذه الملحمة بمقتله إثر خيانة أصهاره، وكان سيغورد قد أنجب من برنهيلد بنتا اسمها آسلاوغ عُهد بها إلى هيمير مرّبي أمها. 

تكمل قصة راغنار لودبروك وأبنائه خبر آسلاوغ إذ رعاها هيمير، وحين علم بمقتل أبيها غادر بها يسيح في البلاد حماية لها ممن قد يأتي في طلبها لقتلها. يُقتل هيمير على يد فلاح وزوجه وتترعرع آسلاوغ عندهما حتى تلتقي الملك راغنار ويتزوجها ويُنسل منها خمسة أبناء هم آيفار الكسيح، بيورن مهيب الجناب، هفيتسيرك الجسور، وروغنفالد، وسيغورد عين الثعبان، فكانت لهم صولات وجولات في إسكندنافيا أعلت من شأنهم وأشهرت ذكرهم. كان راغنار شخصية لها أصول تاريخية، ذكر في الحوليات والأساطير الآيسلندية والدنمركية والفرانكيّة، وكان من أبطال الفايكنج مشهورا بغزواته في إسكندنافيا وتلك التي غزا بها إنجلترا في القرن التاسع للميلاد. يبدأ ذكره في القصة بقتله التنين وزواجه ثورا وإنجابه منها ابنين قبل زواجه آسلاوغ وينتهي به المطاف مقتول على يد الملك أيلا الإنجليزي. يثأر أبناؤه لمقتل من بعده، ثم يتفرقون في البلاد، ويقضي كل منهم نحبه بعد أن عاش حياة ملؤها الغزو والبطولة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى