مناظرات الحمقى والمخادعين
التنافس في الأدب قديمٌ قِدمَ الإنسان فقد عرف وادي الرافدين أدب المناظرة أو المنافسة أو المساجلة الكلامية في قصائده، واسمه a-da-min3 (Ada أي مسابقة، وMin أي اثنين). وأخذت بعض منافساته السجالية طابعا عدائيا، وبما أن المتنافسين لن يسلّما بالهزيمة فإن الحَكَمَ بينهما يكون ملكا أو إلها. في مساجلة السمك والطير يشرع السمك في مهاجمة الطير وازدرائه والانتقاص من خلقته، وبعد أن ينتهي يرد الطير كاشفا عن سوء صورة السمك وساخرا من أفعاله. وما أن يفرغا من المساجلة يهجم السمك على عش الطائر ويخرّبه وبيوضه، فيلجأان إلى الملك شولغي ليفصل بينهما ويعلن عن الغالب في هذا السجال. يلعب الإفصاح عن الغالب الأفضل وتفسير سبب الاختيار دورا مهما في نصوص المساجلات، فالنص يجري نحو وجهة واحدة هو بيان أفضلية مخلوق على آخر لسبب ما دنيوي أو تعبّدي. يحكم شولغي في صالح الطير لأنه المفضل بتغريده في معابد الآلهة التي تحب صوته الندي. وثمة نصوص أخرى في ذات النوع مثل مساجلة النخلة والطرفاء، مساجلة الصيف والشتاء، الراعي والفلاح، الشجرة والقصب، إلهة القمح والماشية، مالك الحزين والسلحفاة، النخلة والطرفاء. ظهر أدب التنافس والمناظرة عند اللاتين فيما عرف بشعر المبادلة اللاتيني، ويقوم على أن ينشد المنشد الأول أبياتا في موضوعٍ ببلاغة وبراعة، ثم يردُّ عليه المنشد الثاني في الموضوع نفسه على شرط أن يفوقه في شعره ليفوز عليه، وانتشر هذا الشعر في إيطاليا اللاتينية كما في الأنشودة الثالثة من أناشيد الرعاة لفرجيل1. ونظير ذلك عند العرب النقائض، وهي مناظرة شعرية بزغت في العصر الأموي، اشتهر بها الشاعران الفرزدق وجرير تفاخرًا بالنفس وهجاءً للآخر، على ذات البحر والقافية، وكان الهجاء بينهما سجال. وإلى الشمال في أوروبا كان في بعض النصوص الآيسلنديّة فن شبيه يُسمَّى سينا Senna وهو حوار قائم على التفاخر وتبادل السِّباب والإهانات، كما حدث بين سنفيوتلي وغرانمار في ملحمة آل فولسونغ. وفي مخطابات الوزراء أو سندبادنامة، وهو كتاب حكايات نُقل إلى العربية ما بين القرنين الثاني والثالث للهجرة غير موثوق على وجه اليقين من أصوله، تبرزُ المناظرة على نحوٍ أشدُّ إذ المغلوب يخسرُ حياته. تقوم حبكة الكتاب على صراع ما بين جارية الملك، التي اتَّهمت ابن الملك الوحيد بأنَّه راودها عن نفسها وطلبت من الملكِ قتله، ووزَّته بحكاياتٍ في سبعة أيام تكشف عن غدر الرجال وخيانة الوزراء ودهائهم في الإيقاع بالناس، وبين وزراء الملكِ السبعة الذين يسعون أن يدفعوا الموت عن ابن الملك بالحكايات عن غدر النساء ومكرهن وحيلهن. صدامٌ ما بين الرجل والمرأة، سلاحُه الحكاية، الحكم فيه الملكُ وهو المُخاطب، والغاية هو الغلام ابن الملكِ ما بين موتٍ يطلبه من الجارية ونجاة تأتيه من الوزراء. وما غاب هذا النوع الأدبي عن الأوروبيين فظهر في شعر المناظرة القروسطيّ كما في برلمان الطيور لتشوسر.
نتبيّن في هذا التقديم الموجز عن صور أدب المناظرة والتنافس لدى أمم مختلفة من السومريين إلى اللاتين ومن العرب إلى الآيسلنديين، ومنطق المناظرة هو في تفكيك محاججة الخصم والعودة إلى أصولها وهدَّها، أو إيجاد أضعف نقاطها ومهاجمتها بانيًا عليها محاججتك، وغايتها غلبة الخصم بدحض حجَّته، أو إجابة أسئلته، أو دفعه إلى العجز عن ردِّ مقالة خصمه. لكن بعض المناظرات في الأدب تخرجُ من سياقها الجديّ وطابعها الصارم وتدخل عالمًا من الهزل والسخريّة. بين يدينا مناظرة واحدة أخذت ثلاث صور متباينة في الأدب العربيّ والفرنسيّ، وهي مناظرة أبطالها حمقًى ومخادعون.
بطلنا الأول أبو ديسة العصفور في حديث أبي ديسة من “كتاب الحكايات العجيبة والأخبار الغريب”، وهو كتاب حكايات يرجع تاريخه إلى القرن العاشر للميلاد ويجمع بين دفَّتيه حكايات بلغنا منها ثمانية عشر حكاية. أبو ديسة رجل أحمق تجبره زوجته أن يعمل منجما على الرغم من رفضه، فيسايرُه الحظ في كل مرة ويشتهر خبرُه حتى يطرقَ مسامع الملك، فنجح بالحمق والتوفيق والحظ في جواب ما أراده الملك. يذيع صيت أبي ديسة ليعينه هذا الصيت الكاذب على مآزقه في كشف المستور وحلِّ المعقَّد من الأمور، كلُّ ذلك في قالب مُضحك ينتهي دائما في صالح أبي ديسة. ما يعنينا في حكايته مناظرته مع منجم ملك الروم وخبرها: كان عند ملك الروم منجم عالم ولم يكن في زمنه نظيره، ولمّا سمع بخبر أبي ديسة حسده وسأل ملكه أن يبعثه إلى ملك العجم لينافس أبي ديسة، فإنْ غلب هذا المنجم فقد قهر الرومُ المسلمين. أرسله الملكُ مع غلمانه إلى بلاد العجم ليناظر منجِّمهم الشهير. بلغ المنجم الرومي ملك العجم وطلبَ منه أن يناظر منجمه أبي ديسة العصفور، أرسل الملكُ في طلب أبي ديسة من بيته فجاءوا به وهو لا يدري أي مصيبة نزلت على كاهليه. قال المنجّم الروميّ للملك عندما أبصر أبا ديسة أيها الملك إني سائله في ثلاث مسائل فإن أجاب عنها فقد قهرني ولا حاجة لي إلى مناظرته. اتَّفقَ القوم على هذا الشرط وحضر المناظرة الملكُ ووزراؤه وأرباب دولته وعليّة القوم. أشار المنجم الرومي إلى أبي ديسة وهزَّ يديه وجعلهما في الأرض، فأخرجَ أبو ديسة يديه الاثنتين وهزَّهما ورفعهما إلى فوق، فقال الروميّ أحسنت يا حكيم! أجبت المسألة الأولى. ثم رفع سبابته ووجَّهها إلى أبي ديسة فرفع إصبعين وأشار بهما إلى الروميّ وبحلق بعينيه، فصاح الرومي وقال والله لقد غلبني في مسألتين. ثم أخرج الرومي من جيبه بيضة وأشار بها إلى أبي ديسة فمدَّ يده إلى جيبه وأخرج جبنة وأشار بها إلى الرومي، فقال الرومي كنت أحسبُ أني أعرفُ الخلق حتى التقيتك، فأقرَّ له بالنصر ودان له بالهزيمة، ومدَّ يده وشهد الشهادتين وصار مسلمًا. سأل الملكُ عن هذه المسائل وأجوبتها فبيّن له الرومي المسائل وأجوبتها. الأولى سألته من سطح الأرض فأجابني من رفع السماء، والثانية قلت له إنَّ الله خلق آدم فأجابني وخلق حوَّاء، والأخيرة إني قلت له هذه خرجت من بين فرث ودم فأجابني وهذه خرجت من بين فرث ودم. ثم ينتهي خبره مع المنجم الرومي. حسبَ الروميّ أنَّ أبا ديسة عاقل حكيم أجابه عن سعة علم وهو في حقيقة الأمر أبله جاهل أجاب كيفما اتَّفق فكان أمره ما كان من غلبته منجم الروم.
ظهرت الحكاية بذات الفكرة والموضوع في بُنية جديدة وبيئة مختلفة مع الكاتب الفرنسي رابليه (؟ – 1553) في كتابه الشهير “غارغانتوا وبانتاغرويل”، وهي سلسلة من خمس روايات عن العملاقين غارغانتوا وابنه بانتاغرويل نُشرت ما بين 1532 و1564. في الرواية الأولى من كتاب رابليه يذيع صيتُ بانتاغرويل في فرنسا فيلسوفًا رفيع الشأن وعالمًا لا تستعصيه مسألةٌ فيُقبل العلامة الإنجليزي ثاومايسته من بلاده إلى باريس ليتحدَّاه. شغلَ بانتاغرويل ليلة المناظرة نفسه بمراجعة الكتب ليستعدَّ لها فأبصرَ صاحبه بانورج حاله، وطلب منه أن يأكل ويشرب ويسند المناظرة إليه فهو أهلّ لها. بدأت مناظرة بين العلّامة الإنجليزي وبانورج وكانت بلغة الإشارة، وسوَّد رابليه صفحاتٍ في عرض المناظرة بين الاثنين، فما أن يأتي العلّامة بإشارة أو حركة من يده أو جسده حتى يردَّ عليه بانورج بحركة كأنهما في حوار. تنتهي المناظرة باعتراف العلَّامة ثاومايسته بغلبة بانورج، وهنا يقرَّ أنه إذا انهزمَ أمام مُريدٍ لبانتاغرويل وخضع لحكمته فكيف ببانتاغرويل نفسه! فشهدَ لبانتاغرويل بالحكمة وأنَّه تلميذه، وتحقق من أصالة ما أذيعَ عنه، وأقفل راجعا إلى بلاده ونشرَ بيانا يُفسِّر به المناظرة لم يوردها رابليه في كتابه.
عادت حكاية لتظهر عند الشربيني في كتاب “هزّ القحوف بشرح قصيدة أبي شادوف”، وهو كتاب ساخرٌ بمجون وتطرفٍ من أهل الريف المصريّ في القرن السابع عشر، في قالب مختلف ومعالجة جديدة إذ استخدمها الشربيني في السخرية من أهل الريف. يصل رجل عجميّ إلى مصر، وأخبر وزيرها بأنه عالم ولا يقاومُ علمه أحد، ولا يجاريه في السؤال مجيب، ولما حضر علماء الأزهر بين يدي الوزير وبدأ العجميّ يسألهم بالإشارة فقط فأعجزَ علماء الأزهر أن يخوضوا معه هذا الاختبار الهبالي. أسقطَ علماء الأزهر في أيديهم واحتاروا في أمرهم ، ولا بد من الانتصار على هذا الغريب وإلا فإن الخزي والعار مصيرهم، فقال أحدهم ليس لهذا العجميّ إلا جلف إلا أجلاف الريف، وأتوا بقحف من قحوف الريف وبدأت المناظرة الكبرى بين المعتوهيْن فأشارَ هذا بأصبعه فأشار الريفيّ بأصبعين، ثم أشار العجميّ إلى السقف بيده فأشار الريفي بيديه إلى الأرض، ثم أخرج العجميّ فرخ دجاجة من جيبه ورماه إلى الريفي فأخرج من قحفه (جزء من الثوب يصير على الرأس كالقلنسوة) بيضةً مسلوقة ورماها إليه. تعجبّ العجمي من أجوبته وقال “قد أجابني عن سؤالي الذي أشرت له به وأشهدكم أني صرتُ له من بعض تلامذته وأتباعه”. لما سأل علماء الأزهر الريفي عن أجوبته قال “وشاور لي بصباعه يقول لي اصحى لنفسك وإلا خرقت عينك بصباعي ده، فأشرت إليه أنا الآخر وقلت له إن خرقت عيني بصباعك أخرق عينيك الاثنين بصباعيني دول وأقمتهم في وجهه، ثم إنه شال ايده في السقف يشير لي أني إذ لم أطيع وإلا صلبني في السقف، فوضعت أنا الآخر ايدي على الأرض أشير إليه إن ردت معي ما تقول خبطتك في الأرض خبطة طلعت عفاريتك، فلما رآني غالبه وظافر عليه أخرج فرّوج دجاج صغير يوريّني أنه كل يوم ياكل فراخ وأنه مشعّم في الأكل والشرب فأخرجت له أنا الآخر البيضة المصلوقة أوريه أني مشعّم في أكل البيضة المصلوقة فغلبته وردّيت سؤاله”. وحين توجّهوا إلى العجمي بالسؤال أجاب، وهو جواب قريب من مسألة أبي ديسة، “أقمت له أصبعي أشير له أنّ الله واحد فأقام لي الأصبعين يشير لي بما أنه ليس له ثاني، فرفعت له يدي إلى فوق أشير إليه أنه رفع السماء بغير عمد فوضع يده إلى الأرض يعني وبسط الأرض على ماء جمد، فأخرجت له الفروج أشير له أنه يُخرج الحيّ من الميت فأخرج إليّ البيضة يعني ويخرج الميت من الحي فأجابني إجابة شافية فما رأيت أعلم منه”. عرف علماء الأزهر حينئذ مصادفة الجواب وحماقة الاثنين.
*
تتشابه بُنية المناظرة في الحكايات الثلاث وتختلف في أسلوبها وسياقها ومقصدها، فكانت مُحمَّلة بغايات تكشف عن استعمال الكاتب للمناظرة لتحقيق مآربه الخاصة والعامة.
يُبرز قدوم الأجنبيّ منافسًا ابنَ البلد صبغةَ الصراع ما بين الأنا والآخر في الحكايات، فالمنجم الرومي رأى في هزيمة أبي ديسة نصر الروم على المسلمين، فيظهر البُعد الديني في هذه المناظرة جاعلًا المنافس يحمل على كاهليه أمّته ينافح عنها ويسعى في هزيمة عدوّها. وفي مقدم العلّامة الإنجليزي ثاومايسته إلى فرنسا بُعدٌ تنافسيّ قوميّ ما بين الإنجليزيّ والفرنسيّ، والتنافس هنا في الحكمة والفلسفة بينهما حتى وإنْ لم تبيّن الحكاية ذلك صراحةً لكنها مفهومة وممكنة. وفي تحدِّي العجمي لعلماء الأزهر صراعٌ ذو بعدٍ معرفيّ؛ أيهما الأعلم؟ وبعدٍ قوميّ؛ العربيّ أو العجميّ؟ نصر الكاتب أفكاره وقومه بغلبة شخصية حكايته، إذ بنية المناظرة غير مخصوصة بامرئ دون آخر أو أمة دون سواها، ويسع استعمالها في أي نموذج حكائي معبّر عن غاية ما فهي قالبٌ مفتوح للتشكُّل وفق ما يريده الكاتب. قدم الروميّ لمنافسة أبي ديسة ظاهريًا وغلبةِ المسلم باطنيًا، ومقدم العجمي كان لمنافسة علماء الأزهر ظاهريًا وغلبة العالم العربيّ باطنيًا، ومقدم ثاومايسته لاختبار حكمة بانتاغرويل ظاهريًا وغلبة الحكمة الفرنسيّة باطنيًا. كان المحرّك لمقدم هؤلاء الثلاثة مستورًا فيُبدي صاحبه خلاف ما يُبطن. ولتخفيف من حدِّة فكرة الصراع وصبغه بالهزليّة فقد جاءت المناظرة في قوالب مضحكة تنسجم مع سياق الحكاية كاملًا لا تشذُّ عنها، فلزمَ ذلك تغييرات في بنية الحكاية وأبطالها عند الأدباء الثلاثة. لا يفرق فوز أبي ديسة بمعرفة جواب مسائل الأعجمي عن سائر ضروب الحظ التي حالفته عند التنجيم، فهو رجلٌ أبله يحسبُ نفسه هالكًا في كلِّ ملمَّةٍ تنزل عليه لكنه ينجو دون إرادة منه أو تدبير. والريفيّ عند الشربيني مخلوق اجتمعت فيه كل المساوئ والرذائل والحمق والتفاهة، فجاءت مناظرة العجمي في سياق السخريّة من أهل الريف، وأوغل في سخريته منهم عند بيان الفرق في فَهم المتناظرين لأسئلة المناظرة وأجوبتها. لم يكن أهل الريف في كتاب هزّ القحوف إلا مخلوقات شائهة تافهة ذات طباعة وحشيّة لا تصلح إلا في حياة بهيميّة، وحين تحدّى عجميٌّ علماءَ الأزهر، وبان لهم ما عليه من سفه، أدركوا أنَّ منافسه لا بد أن يكون من طبقته العقليّة فكان الفلاح الريفيّ هو المنافس الحقّ، وبالحقّ قد غلبه. يتكرر ذلك عند رابليه فثاومايسته يريد اختبار حكمة بانتاغرويل، فيستعد الأخير لذلك قبل أن يُفاجئه صاحبه المخادع ذو الأحابيل بانورج بأنّه من سينافس العلّامة الإنجليزيّ. يشرع الخصمان في حوارٍ بالإشارة ومناظرة بحركة الجسد لا يُفهم منها شيء على عادة جدالات القرون الوسطى اللاهوتيّة التي سخر منها رابليه، لكنها تنتهي كما في النموذجين السابقين في هزيمة المنافس الخارجيّ. يُقرُّ ثاومايسته بحكمة بانورج، مريد رابليه، فإذا كان قد هزم عند المريد فأكبر بحكمة المعلّم! لم يكابر المنافسون الغرباء على هزيمتهم أمام خصومهم، فيسارعون في الاعتراف بفوز المنافس، فيعتنق الروميّ الإسلام، ويعترف العجميّ بأن الريفيّ أعلمُ منه، أيّ إنَّ في مصر رجالا يفوق علمهم علمه.
حرَّكت القادمين الأجانب دوافع خفيّة أقبلوا يتحدُّون بها أناسا بعينهم فواجهوا منافسين آخرين كما عند رابليه والشربيني، وشذّت عنهما حكاية أبي ديسة، فالعجميّ الذي أراد منافسة علماء الأزهر نافس ريفيّ لم يتوقّع منافسته، وكذا الحال مع ثاومايسته وبانورج. ما اختلف مع المنجّم الرومي هو انقلاب في غاية القدوم لم تنتهِ عند الاعتراف بالخسارة فقط بل جعلته يترك دينه ويعتنق الإسلام، فصار في خندق العدو الذي قدم بغية هزيمته ومنح الروم نصرًا ولو معنويّ على المسلمين. لا تكشف حكاية أبي ديسة عن مآل المنجم العجميّ هل عاد إلى الروم أو بقي في ديار الإسلام، لكن إسلامه يشي ببقائه، في المقابل عاد العجميّ في هز القحوف وثاومايسته إلى بلادهما إذ انتفت الحاجة من بقائهما واتَّضح مآل قدومها.
1- أناشيد الرعاة – ترجمة أمين سلامة.