الهوى – أوفيد
ديوان الهوى هو أحد كتب أوفيد الشعرية عن الحب، نظمه أول الأمر في خمسة كتب ثم جعلها في ثلاثة. يقول أوفيد في تقديمه لهذه الكتب:
كنا خمسة كتب وصرنا ثلاثة
فضَّل الشاعر عمله هذا
سُلبتَ بهجةَ قراءة كلِّ الكتبِ
لكن العذابُ أخفُ بنقص اثنين
كتب أوفيد الهوى سنة 16 ق.م. وهي قصائد متنوعة مكتوبة عن الحب وملذاته وأحابيله، ومواضيع متعددة ومتباينة وفق شكل ألـ Elegy الشعري، وهو شعر تأملي تعبيري عن ذات الشاعر وما يختلج في نفسه (يمكن ترجمته هنا بقصيدة أو تأمليّة). ديوان الهوى أحد كتب أوفيد التي نظمها قبل نفيه، ولديه كتابان آخران معروفان في الحب هما فن الهوى وسلوان الهوى. تُرجم من هذه الكتب ترجمة متقنة كتاب فن الهوى على يد ثروت عكاشة، مترجم كتاب أوفيد الأشهر التحولات. وثمة ترجمة بعنوان قيثارة حب لأربعةٍ من كتب أوفيد عن الحب، لكنها لم ترقني. وترجمتُ أكثر من مئة بيت مختار من قصيدة سلوان الهوى.
في السطور التالية مقتبسات شعرية بترجمتي من كتاب الهوى عن الترجمة الإنجليزية لـA. S. Kline.
– يقول أوفيد في قصيدة “كورينّا في الظهيرة Corinna in an Afternoon” واصفا النهود:
النهود دُوِّرتْ كأنَّها للعَصْرِ كوِّرتْ
– في قصيدة “الحبُّ حربٌ Love is war” يقول: إنَّ العاشق مُسلَّح، والسن التي تؤهلك للحرب هي نفسها التي تؤهلك للحب، فالعاشقان جنديان، ومن أجل الحبيبة يخوض العاشق في غمار الأخطار ولا يلوي على شيء. وينهيها: إذا أردت مجافاة الكسل فأحبَّ يا رجل.
– يتساءل في قصيدة “هبة الشاعر The poet’s gift” رافضا مبدأ تقديم الهدايا للمرأة من أجل متعة مشتركة:
في المجامعة متعة الاثنين
فعلام هي تبيع وهو يبتاع؟
وإذا ما التقيا فوق السرير
فلمَ تؤذيني البهجةُ وتُجنيكِ؟
ويبين أن أفضل الهدايا هي القصائد:
الثيابُ تخلَقُ والجواهرُ تبلى
ومديحُ أغنيتي يهب لك صيتا خالدا
لا العطاء أكره بل هو بغضُ السؤال
فلا تسلي ما أرفض منحه، وسأهب لك ما تريدين!
– يقول في قصيدة “فناؤه His Immortality”:
سيفنى مع السنين حجر الصوان وشفرة المحراث
ويبقى شعره لا يعرف الموت
– يقول في قصيدة “حساسيّته His Susceptibility”:
حتى لو أنَّبتْني وانتقدتْ شِعري
فإني تائقٌ لتحمِّل فخذيها الناقدتين
ويقول:
أنتِ طويلة جدا كبطلة في العصور الخالية
لكن يسعك أن تضطجعي في الفراش بكلِّ طولك
– يقول في قصيدة “قبلاتها Her Kisses”:
ما يغمسني في اللذة كثيرا يضرني
كلسانكِ يخضعُ لشفتيّ ولشفتيكِ لساني
لا أرثي تلكَ الملذّة وحدها، ولا أبكي التقاء الفَمينِ
بل أبكي التقاء ما بعد هذين!
ما تعلَّمتْ في مكانٍ إلا في الفراش
ولا أعرفُ المعلمَ الكبيرَ الذي نال مكافأته.
– يقول في قصيدة “غيرتها Her Jealousy”:
أكلُّ يومٍ متهم أنا بارتكاب جريرةٍ؟
صرتُ أكره أن أغلبكِ في دفاعي!
– وفي قصيدة “إدمانه His Addiction”:
لو قال ربٌ “عشْ حياتكَ وتجنَّب النساء”
لأجبتُ بـ”لا”! نعمَّا تعثُّرَ الحظِّ مع النساء
– يقول في قصيدة “نصره His Triumph”
لو أنَّ هيلين لم تُخطف
لعاشت أوروبا وآسيا في وئام
– يقول في قصيدة “كلا للإجهاض Against Abortion”:
لن تفعلها بَبْرٌ في عرينها الآرمينيّ
ولا لبوة تجرؤُ على قتلِ جنينها
لكن سخيف الإناث يفعلنها، وما يسلمن من العقاب
فجزاءُ من تقتلُ وليدها الانتحار.
– يقول في قصيدة “عبوديّته His Slavery”
لو أنَّ بين الناس من يرى معيبًا-
أن تكون عبدًا لفتاة؛ سيجرِّمني ويزدريني!
ويقول: الجمالُ جلَّابُ الفخرِ
ويقول:
إذا ما وهب لكِ جمالُكِ القوةَ وأبان العظمة-
أيها الجمالُ ولدتَ لتأمرَّ عينيَّ!
ويقول:
وحدكِ أنتِ من سيُغنّيها شعري
وحدكِ أنتِ تعطيني فرصةَ عرضِ حذاقتي
– يقول في قصيدة “كافرة She’s Faithless”
لا شكَّ أن خالدَ الآلهة أذن للنساء-
بالقسم على الكذب؛ للجمال إلوهيَّته!
ويقول:
لو كنتُ إلهًا سأتركُ شفاه الغيدِ تكذبُ
وتخدعُ إلوهيَّتي فلا أعاقبُ
أقسمُ بنفسي أنّ يمينَ الغيد صدقٌ
ولن أكون إلهًا يتوعدُّ أو يغضبُ
– يقول في قصيدة “الزنا Adultery”:
غلِّق الأبواب وأنزلِ المتاريس عليها
لا، محالٌ عليكَ حفظ جسمها من مهاويها
والكلُّ يصرخُ: الزنا -لو أبصرتَ- فيها
ويقول:
لأرغوس مئة عين في الأمام والخلف
والحبُّ وحده ضلَّلَ كلَّ هذي العيون!
* كان أرغوس من الآلهة العمالقة، وله مئة عين، كلَّفته هيرا -زوجة زيوس- بحماية لو البشريّة المتمثلة في بقرة، وكان زيوس يحبها. استطاع زيوس التخلَّص من أرغوس بمساعدة هرمز.
– يقول في قصيدة “مرثاة الراحل تيبولوس Elegy for the Dead Tibullus”:
الشعرُ وحده ينجو من جشعِ المِحرقة
وأعمال الشعراء تبقى.
– يقول في قصيدة “تكتّمُه His Discretion”:
لن أقول “لا تذنبي” فأنتِ بهيّة الحسنِ
سأقول ما حاجتي أنا الأبله إلى أن أعرفَ
ولستُ أراقبُكِ أو أطلبُ منكِ العفَّة
افعلي ما تشائين وأخفي عني.
لا تأثمُ أنثى يسعها نكرانُ الآثام
الإقرارُ وحدَه يشهرُ الجرائر