تنتمي هذه القصيدة إلى نوع الترانيم والرقى في الأدب السومريّ، ويعود تاريخها إلى حقبة ملك أور، الملكِ شولغي (2029-1982 ق.م.)، ومن الراجح أنَّها كُتبت في أحد أبنائه. كان لشولغي نساءٌ كُثر عُرفت أسماء ثلاث هن زوجه الأولى تارام-أورام وأمِّ خليفته في الملك الملك أمار-سوين، وأمات-سوين التي تزوَّجها في منتصف عهده، وشولغي-سيمتي التي تزوَّجها في السنة التاسعة والعشرين من حكمه وبقيت قرينته حتى وفاته. سوى هذه النساء الثلاث حاز شولغي ستَّ قرينات لكن ما صرنَّ ملكاتٍ برتبةٍ كاملة، أنجب من هذه النسوة ثمانيةَ عشرَ ابنًا معروفًا وثلاث عشرة بنتًا. غيرُ معروفٍ على وجه اليقين من الطفلِ المُخاطب في هذه التهويدة، أو السياق الاجتماعي أو الحال الذي من أجله قيلتْ هذه التهويدة لكن من الراجح أنَّها في ابنه أمار-سوين. وتُوصفْ بأنَّها فريدة في الأدب السومري أسلوبًا ولغةً، ويقول عنها صمويل كريمر “بأنَّها يتيمة نوعها في الشرق الأدنى القديم، ومن المحتمل نظمها لزوج شولغي التي كانت قلقلة وحزينة على أحد أبنائها… وهي تخاطب ابنها بضمير الغائب والنوم بضمير المخاطب”.
كان الملكُ شولغي خليف أبيه أور-نامّا (2047-2030) مؤسس سلالة أور الثالثة، ورثَ الملك بعد أبيه وهزمَ قبائل الجوتيين وطردهم من البلاد، واعتلى العرش موطِّدًا أسس ملكه وكانت له إصلاحات قانونيّة وتجاريّة وتعليميّة وعمرانيّة. كان أور-نامّا ملكًا مُبجلًا ووردت عنه نصوص أدبية مثل وفاة أور-نامّا، وفيها بيان لقدر هذا الملكِ المؤسس، لكن بزَّه ابنُه شولغي في الذكر والصيت وما دوَّن عنه من قصائد ونصوص.
اعتمدت في ترجمة القصيدة والتقديم لها على موسوعة تاريخ العالم World History Encyclopedia وكتاب أدب سومر القديمة The Ancient Literature of Sumer.
… هو نقص في اللوح ولا يمكن معرفة المكتوب.
؟ أي إنَّ المعنى المقصود في اللوح غير مفهومٍ على وجه الدقَّة.
ترجمة القصيدة:
أوو آآ أوو آ
بدندنتي سيشبُّ الصغير،
بدندنتي سيكبرُ الصغير.
في الأرض يمدُّ الجذور،
ويبسطُ عريض الأغصان مثل شجرة شاكِر.
سيدي تعرفُ أين المكان الآن،
تزدهرُ أشجارُ التفاح وتتدلَّى عند النهر.
مَن سينمْ يمددْ يدَه؟
مَن ينمْ هناك يرفعْ يدَه.
سينامُ بُنيَّ، ويأتي لأخذه النوم.
جاء النومُ، جاء النوم،
جاء لبُنيَّ النوم.
أسرعْ لبُنيَّ يا نوم؟
أغمضْ عينه اليقظانة،
أغمضْ عينه السهرانة،
ولا تتركْ همهةَ لسانه،
تُبعد عنه النوم.
يُملأ حِجركَ بجردلِ شعير،
وأصنعْ لك حلوى الجُبنِ الصغير،
الجُبنُ دواء الإنسان،
إنه دواء الإنسان،
ودواء ابن مولاي،
ابن الملكِ شولغي.
في حديقتي سقيتُ الخس،
وقطعتُ خسَّ غاكول2 من وسط الخس،
ليأكل سيدي من هذا الخس.
بدندنتي سأمنحه زوجًا،
سأمنحه زوجًا،
سأمنحه طفلًا،
ولتحدِّثه حاضنة سعيدة،
ولترضعه حاضنة سعيدة.
سأمنحُ ابني زوجًا،
تُنجبُ لابني طفلًا حُلوًا.
يضمُّها في أحضانه،
ويضمُّ طفله في أحضانه.
أُسعدَ معه قلبُ زوجِه،
أُسعدَ معه قلبُ طفلِه.
أُسعدَ معه قلبُ زوجِه في أحضانه،
ويشبُّ طفله في حِجره العطوف.
إذا ما مرضتَ أتعبُ معك،
ساكنةٌ بلا صوت؟
أحدق إلى نجوم السماء،
والهلالُ يشرقُ في وجهي.
ستصفُّ عظامُك على الجدار،
ويسفحُ الدمعَ عليكَ حارسُ الجدار!3
ويقرعُ النمسُ عليكَ طبلَ بالاغ4
ويشق الوزغَ عليكَ الشفاه.
وتمزِّقُ السحلية عليكَ اللسان.
علَّ تهويدتي تجعلنا نزدهر؟
علَّ تهويدتي تجعلنا نزهر؟
حين تزدهر، حين تُزهر،
حين … هزُّ المِخضَّاتِ
النوم الطيّب…
الفراشُ الطيّب.. (سطران متشظيان)
علَّ زوجكَ تشدُّ عضدَك،
علَّ طفلًا…
علَّ طفلًا يكون حظوَتَك،
والقمحُ المغربلُ حبيبَكَ،
وإزينا-كوسو مُعينتك5.
علَّكَ تحظى بإلهة حفيظةٍ فصيحة،
وتترعرعُ في عهدِ أيام الخيرات،
وتبتسمُ في الاحتفالات.
بُنيَّ… لا يعرف شيئا.
لا يدري أيام سنيه؟
لا يدري مسكن ألـ…
علَّكَ تَعثُرُ… علَّكَ تأكلُ… (ثلاثة أسطر متشظية)
علَّكَ… علَّكَ…
(سبعة أسطر) … تيوس، وخراف، وقردة (سطر متشظٍ)
نِنكاسي … في حوضها … (خمسة أسطر متشظية)
زوجُ الراعي…. إنَّه… ألـ…. تمرُ النخل.
يجلبُ التمرَ مع الهَدْي.
كذلك لك، يا من تهوي نائما
علَّ نخلَكَ يمتدُّ سعفُه،
وتنتشرُ كشجر التين بهجته؟
ضعِ الفحمَ؟ بجانب أور
ضعْ فحم الحطب بجانب أوروك6.
اقبضْ على فم عدوّكَ مثل…
قيِّد ذراعيه كحزمِ القصب.
ليرتعدْ خصمكَ في حضرتك،
فلا يطعنُكَ في ظهركِ كجراب. (أربعة عشر سطرا متشظٍ أو غير معروف عدد السطور المفقودة).
1- شجرة غير معروفة.
2- نوع غير معروف.
3- يبدو المعنى هنا مريبٌ، لكن مع السياق الذي يليه كأنها تتنبَّأ بمصير حياته بعد البلوغ والزواج والإنجاب ثم الموت أو أنها تتحدث عن حال المخلوقات إذا ما مرضَ صغيرُها لأن بداية المقطع تقول إنَّها تمرض إذا ما مرضتَ.
4- ترجمة هذا السطر كذلك غير موثوق منها، إذ تترجم إلى يقرعُ لك الحريصون أو المتحمِّسون، وفي ترجمة أخرى يقرع لك النمس (الحيوان)! وطبل بالاغ ربما نوع ما من الطبول وهو غير معروف.
5- إزينا-كوشو أو أشنان إلهة القمح.
6- أور وأورك مدن سومريّة.