الفم الحلو الصغير
صوتكِ ينفثُ تمائمَه؛
يَرقيني أو يُحرِّرُ شياطيني
يطعنُ روحي كرماحٍ نازلات
أو نبالٍ مُحلّقاتٍ أو سيوفٍ
يضربن مَن لا يدرين حائرات
يحطّمُ ترسي ويثقبُ درعي
يمزقُ زَرَدَي ويحرقُ جَسَدَي
يتركني مستسلما بلا عونٍ
أواجه دون سامعيك حتفي
*
يجري طويلا في دمي
سربَ حمامٍ طرن من أيكٍ
خيلًا بلا فرسان عادياتٍ
فهودًا يطاردن في الأدغال الغزلان
جماعةً من الرحالة تائهةً في البلاد
كوكبةً من النجوم يهدينَ
ولا يهتدينَ، وفي العلا يبقين
في ترقّب لهبوب النسائم
تغرفُ نفوسا إلى حِضنها
في الغلسِ المقبلِ على التباشير
*
لصوتِك دويُّ رعودٍ ووقعُ أمطار
يبللُ تربةَ روحي ويغسلني
بأمواجٍ تغادر شواطئ شفتيك
يرقصُ لسانُكِ في جَونه
ويمدُّ إلى أذنيَّ يديه
ناثرا فوقهما درَّه
فترتعش أوصالي
وتحلّق بعيدا أحلامي
أطاردها من أرضٍ إلى أرض
ألّفُ الأكوانَ عائما في مائها
*
أيها الفمُ الحلو الصغير
لتعزفْ أنغامك المحلاة
بخمور ريقِك العذبات
اسقني عليَّ ألقى الخلود
أو أتدثر في الليالي الباردات
بدفء نُطقِك الهاجرِ لآلئَك
ونيرانِ رضابك المحرقات
تخلفني في صيفٍ أبدي
يا فميَ الحلو الصغير
ابعث إليَّ برسلِكِ
ضللتُ عن الدرب طويلا
أدعوك –أجب– بكرة وأصيلا