عزة بنت فيصل الأول الأميرة العاشقة
ولدت الأميرة عزة بنت فيصل الأول ملك العراق في عام ١٩٠٥ في إسطنبول وانتقلت بعدها للعيش في الحجاز، وفي عام ١٩٢٤ انتقلت إلى بغداد بعد أن أصبح والدها ملكا للعراق، هذه الأميرة الشقية، لم تلتزم بتعاليم الأسرة والوضع الاجتماعي كأميرة وبعد رحلة إلى جزيرة رودس عام ١٩٣٦ مع أخيها الملك غازي، وقعت بحب أناستاسيس هرالمبيس، وهو موظف في فندق ذي روز، وكان يوناني الجنسية، إيطالي الأصل. ويعمل حمالا ومساعدا في البار، وبعد عودتها إلى العراق تظاهرت بالمرض وطلبت العودة إلى يونان من أجل العلاج مع اختها راجحة، وبقيتا في أثينا، وفي أحد الأيام غابت عزة عن غرفتها، وتركت رسالة لأختها مكتوبة بالإنجليزية أنها سافرت وستتزوج هرالمبيس، بعد أخذت مالا قرابة مئة وخمسين دينارا، وذهبا إلى الفندق في جزيرة رودس، وتزوجت هناك بعد أن تحولت إلى الأرثوذكسية وغيرت اسمها إلى أناستازيا، الاسم المؤنث لاسم حبيبها أناستاسيس (وهو اسم أغريقي يعني القيامة Resurrection)، حاولت أختها التواصل معها وذهبت إلى الفندق وذكرتها بخطأ فعلتها، لكن الأميرة العاشقة رفضت كل هذا وطالبت أختها أن يتبرأوا منها كما تبرأت منهم ومن الثروة والعائلة الملكية وخرجت لأجل أن تعيش حياة سعيدة بعيدا عن كل شيء مع حبيبها وزوجها. كان لصدى هذه الحادثة أثره في العراق، ورأى رئيس الحكومة وقتها أن عزة جلبت العار لدينها ولبلدها والعائلة الهاشمية الحاكمة، وكادت القضية أن تودي بالملكية في العراق، نادى نوري السعيد بخلع الملك غازي، ورأى جعفر العسكري -أحد أعضاء الحكومة العراقية وقتها- بضرورة قتلها لغسل العار على الطريقة العشائرية المعروفة، لكن السفير البريطاني تدخل في هذه القضية وعارض قتلها لأنه سيؤثر على سمعة العراق الدولية، إضافة إلى ما تثيره من استياء أوروبي، وقررت الحكومة تجريد الأميرة من العائلة المالكة. وبالعودة إلى أميرتنا العاشقة، عزة، حيث عاشت مع زوجها في جزيرة رودس، وحصلت على الجنسية الإيطالية إذ كام زوجها يحملها، ثم انتقلا بعدها للعيش في لندن ليبحث زوجها عن عمل، لكنه لم يجد عملا وعانيا من ضائقة مالية أدت إلى الانفصال عام ١٩٣٩، حيث لم يستمر زواجهما أكثر من ثلاث سنوات، عادت بعدها إلى إيطاليا لتقتات على المساعدات التي تقدمها الحكومة الإيطالية لكنها قطعتها عنها بعد أن كثرت ديونها عام ١٩٤٤ وكانت قد أدمنت التدخين ، وفي عام ١٩٤٥ سافر عبد الإله (ابن عمها علي بن الحسين) إلى روما، وعندما علمت بهذا طلبت مقابلته؛ لكنه رفض، لكنها استطاعر مقابلة الدكتور ساندرسن وكانت بحالة يُرثى لها، ونقل خبرها إلى عبد الإله، فعرض عليها ابن عمها الذهاب إلى القدس والعيش مع عمهما عبد الله الأول بن الحسين، وافقت على العرض وسافرت إلى القدس للعيش هناك. وفي عام ١٩٦٠ أصيبت عزة بالمرض الخبيث فانتقلت إلى عمّان ومن ثم إلى لندن للعلاج، واضطروا لقطع لسانها لكنها لم تنجُ لتموت هناك وأعيد جُثمانها إلى عمّان ودُفنت في المقبرة الملكية هناك.
المراجع:
تاريخ العراق الحديث والمعاصر لـ أ.د. محمد سهيل طقّوش.
مقال عباس الخفاجي: الأميرة عزة التي هزت عرش العراق.