نصوص

أُحبِّك..

أحبُّك مهما هطلت أمطار البعد 

وراحت رياحك تهبُّ بعيدا عن سهولي

مهما رزحت آمالٌ تحت ظلال سحابك العابر 

تطلب اللقاء الذي لا تريدينه 

تطلبُ العمرَ الذي مرَّ كصورة في ذهن طائر 

أحبُّك في ظلمات الليالي الساكنة 

والقمر متدحرجٌ من فوق تلّةٍ 

نحو مسكنه في جيب عرَّافة 

تقرأ طالعي كل يوم وتخيب

أحبُّك كأني يوما كنت هنا

أتجول وحدي فوق راحة يدك المديدة

صحراءُ بلون السماء عند الشفق

أضطجع فوق رملها

أشرب من واحاتٍ تحوِّطها نخلاتٍ 

تبدو ظلال سعفاتها خناجرَ

تُذكِّر طعناتها طعمَ الهواء؛ 

يُستنشقُ من شالك المرمي على كتفين

بل هما هواجسي، وأرضًا أسافرُ إليها 

كلما طال البعدُ واشتدَّ عصف الذكريات

أحبُّك في حصاري داخل مدن حجرية

أتسلق الطوابق وأفتح الأبواب 

ناظرًا عبر النافذة إلى المرأة التي لا تغيب

شاخصةً مثل صليب كنيسة 

يُعمِّدُ الناظرين إليه 

المارين بجوار جدرانه العتيقة 

الخاطين على عشب قد تيبَّس 

الحاذفين حصاة قاصية 

أرى في الوجوه وجهًا لا أُخطيه

يحمل أعباءه في الفجر كصرة غجرية نازحة

أحبُّك حين أقول اطرحي أعباءك 

كسِّري المرآة التي رفعتها لوجه ماضيك 

وخذيني شعلةً تُنير دربك إليَّ وإليكِ

اتحدي يا طيور العالم 

وسافري بي يومًا وإن في حلم 

سافري بي يومًا وإن في حلم 

سافري سافري سافري وإن من دوني

وتجمّعي فوق شوارع توصل إليها 

لتتذكر أني أحبها مهما طال البعد 

وتزاحمت فيَّ لواعج تقذفني في حدائقها

زرعتُها يوما بورد ينبتُ من وجنتيها

تقطفه أنامل الفراشات 

لترحل به إلى فراديس تترآى لكل عاشق مدنف

أحبك وهل في الحب مهرب 

لا يقود إلا إليه؟ 

دوامة هي أيامي 

تقتات على نزيف المشاعر 

وضجيج أسًى يرفعه فؤاد خاوٍ

يظلل بخيمته وجدَ ساكنه 

كلَّ حين بكفٍ أم ثكلى 

صدره البحر 

وأنفاسه موجة يتيمة

تنزل بوداعة في حِضن شاطئ صحراويّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى