مقالات

روايات العقل والقبعة النسائية

ترجمة: مؤمن الوزان

نوع  روائي انتشر في القرن التاسع عشر، وتتسم روايات العقل والقبعة النسائية، بصيغة معينة، إذ البطلة أو الشخصية الأنثوية الرئيسة “شخصية وجهة النظر” جميلة دائما، وثرية، ولامعة، وفاضلة إلى حد كبير، ويخطب ودها ويدها بالطبع عشرات الخاطبين، جميهم أغنياء أو أذكياء أو مستقيمون أخلاقيا. اتَّبعت هذه الرواية ثيمة متشابهة إذ الوريثة الثرية أو شخصية حظيت بفرصة لدخول المجتمع الراقي فتجذب الجميع بذكائها وتحبط الرجال الذين يدورون في فلكها، وقد تتزوج الرجل الخطأ في البداية لكن الأحداث تتناغم وتنسجم وتسمح لها بأن تكون مع نظيرها الذكر الذي يوافق بطبيعة الحال ذكاءها وتعليمها، وتصبح أكثر كمالا بحلول نهاية الرواية. ازدرت الروائية جورج إليوت هذه الرواية وعدته جنسا أدبيا متعدد الأنواع في مقالتها النقدية “روايات تافهة كتبتها الروائيات” التي نشرتها باسم مجهول في مجلة ويستمنستر ريفيو عام 1856 التي هاجمت فيها أغلب الروايات النسوية ووصفتها بالتفاهة وتجاهل الحقيقة، ولأجل أن لا تُعد رواياتها مع هذه الروايات فضلت استخدام اسم قلم ذكري لتمنح رواياتها الجودة والأصالة. ويُمكن عد مقالتها عن هذه الروايات بيانا سلبيا: فهو عبارة عن مناقشة عن “ما لا يجب أن تنزلق إليه الكتابة الروائية”، وفي مقالاتها الأُخَر كالتاريخ الطبيعي للحياة الألمانية بينّت إليوت أفكارها كاملة عن “ما يجب أن تكون عليه الكتابة الروائية” وعملت إليوت في رواياتها على تطبيق الكثير من الأفكار التي عرضتها في كتابتها النقدية. ويعزى إلى إليوت أنها أول من أطلق اسم “رواية العقل والقبعة النسائية” على هذه الروايات، إذ البطلة فيها تحظى بصفات كمال من جمال وذكاء وسلوكيات وفضيلة، وتنتهي الرواية بسعادة وتتزوج البطلة من الرجل الذي تُحب. وذكرت إليوت عديد الأنواع الثانوية في هذا الصنف من الرواية: الدينية، والفلسفية، والتاريخية، والسطحية. وشخصتها جميعا بأنها غير واقعية جدا وذات كليشة واحدة في الشخصيات والحبكات واللغة. لم تكتفِ إليوت بهذا بل عدت هذه الروايات خَطِرة إذ هي كفيلة بتقويض “الدافع لتعليم النساء” فالبطلات في هذه الروايات عادة ما يكنَّ ذوات تعليم عالٍ لكن تعليمهن يجعلهن معتداتٍ بأنفسهن ومُضجِرات، إضافة إلى ذلك فإن كاتبات هذه الروايات لهن حظ كبير من القراءة لكن هذا لم يمكنهن من الكتابة بشكل حسن. وتشخص خطأ كتابتهن الذاتية بـ: “الغموض لتبدو عميقة، وتنميق الكلمات لتبدو بليغة، والتكلُّف لتبدو إصيلة”. وتشير إليوت أن من يقرأ هذه الروايات سيصل إلى استنتاج مفاده بأن النساء لم يستفدن شيئا من تعليمهن لكنها ومع ذلك تذكر القراء بروائيات عظيمات أمثال تشارلوت برونتي وغاسكيل وهاريت مارتينو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى