نصائح الأدباء
في السطور التالية نصائح في الكتابة الروائية، لأدباء كبار عرفوا كيف يصلون إلى كبد الإبداع.
(إدوارد م. فورستر والحكاية)
1- الحكاية أهم أركان الرواية وإننا مهما سلطنا الضوء على الأركان الأخرى، مثل بناء الشخصيات أو الأسلوب وكل ما يتعلق بفنية الكتابة الروائية فستظل الحكاية هي النواة هي العصب، هي ماء الحياة بالنسبة لأي رواية بالمعنى الفني للكلمة.
– الحكاية هي أن تحكي أحداثا تجري خلال تسلسل الزمن، والحكاية الناجحة هي التي تجعل السامع أو القارئ شغوفا بمعرفة ماذا حدث بعد، والحكاية الفاشلة هي التي لا تجعل السامع أو القارئ شغوفا بمعرفة ماذا حدث بعد.
***
(ألكسي تولستوي والكتابة انطلاقا من الذات)
2- كل أديب حين يكتب شيئا جيدا، فإنه يكتب ما يريد أن يكتبه. كل عمل فني هو وليد الحاجة والرغبة في خلق شيء، هذا هو الفرق بين الدافع الفني والدافع العلمي، العلم فهم وتجربة، خلاصة التجربة، إنه الفكرة والاكتشاف. والفن هو خبرة الحياة الشخصية، الخبرة كما ترويها الصور والأحاسيس، إنه الخبرة الشخصية التي تحاول أن تصل إلى التعميم.
– كيف تتغلب على العقبات التي تواجهك؟ اختر الحل الذي يعجبك أنت، والذي يجذبك إليه من دون الحلول الأخرى.
– إذا طرقت المسالك السهلة والدروب المألوفة التي ارتادها غيرك، مستخفا بالأمر، فإن ذلك ليس فنا بل تجارة، بل نوع مهلك من التجارة.
***
(سومرست موم والوضوح والأسلوب)
3- يقول سومرست في حديثه عن نفسه بعد رحلة مع الكتابة: قررت إذًا، أن أكتب بدون تزويق، بإسلوب سهل بسيط، وعلى طبيعتي، كان لدي الكثير مما أن أقوله بحيث لا أستطيع بعثرة الكلمات فيما لا يجدي، ولا أستطيع التقيّد بنمط كاتب آخر ويكون لي في الوقت نفسه طابعي الخاص، وكان كل همي تسجيل الحقائق، وإن كنت أندم على شيء فهو أنني لم أكتشف درايدن (شاعر إنجليزي) في تلك المرحلة، لأعلم -مبكرا- مزية الإيقاع الموسيقي الجميل في النثر. هكذا استهدفت في كتابتي بترتيب الأهمية. الوضوح، البساطة، حسن الجرس في الكلمة، وموسيقى العبارة.
– الوضوح: إنني لا أطيق هؤلاء الكتاب الذين يطالبون القارئ ببذل الجهد في فهم معاني كتاباتهم، والذي يكتب بغموض هو واحد من اثنين: كاتب لا يريد أن يتعب نفسه في دراسة الوسائل التي تتيح له القدرة على الكتابة بجلاء، والثاني كاتب ليس واثقا من المعنى الذي يريد التعبير عنه، إن فكرته مضطربة وهو لكسله أو لقصور في قوة الذهن لا يعبر عن فكرته بوضوح.
– ولعلاج الملل في الكتابة، على الكاتب أن يكون أشد إحساسا بالملل من القارئ، أي أن يدرك الملل قبله.
– الحكم على ميّزات الأسلوب من خلال قانونين
الأول: إن الأسلوب الجيد هو الذي لا يبدو فيه أثر الجهد، وإنما تبدو الكتابة كأنها متعة للكاتب نفسه.
الثاني: إن على الكاتب أن يكتب باللغة السائدة في عصره، لأن اللغة كائن حي ينبض بالحياة، وهي كالكائن الحي دائمة التطور والتغيّر.
*يقول إيكو في كتابه “تأملات في اسم الوردة” أردت للقارئ أن يمتع نفسه في الأقل بقدر ما كنت أمتع نفسي.
***
(وليام سارويان والذاتية)
4- انسَ أنك كاتب لم ينشر له انتاجه بعد، اعتبر أنك الكاتب الوحيد في العالم. ليس غرورا ولا ذاتية، إنها ببساطة وجهة نظر ضرورية للكاتب الجاد. وأن تؤمن أنك وحدك من بين كل كتاب العالم الذي يكتب قصة الأحياء.
– اعلم أن في قلب المأساة؛ ثمت دائما الملهاة. وفي قلب كل ما هو شر؛ هناك دائما خير كثير.
– اكتب بإسلوب لم يكتبه غيرك في العالم الكاتب الحقيقي يقدر على ذلك.
– لا تشعر أنك مدين بشيء لأحد، اعتمد على نفسك، وثق بما تصنعه وما تنوي أن تصنعه، يستحيل أن ينتابك الشعور بأنك مدين لأحد ثم تكون كاتبا عظيما.
– ليس مفيدا أن يتلقى الإنسان كلمات التشجيع، إنها معركة، إن كتابة قصة أشبه ما تكون بهزيمة عدو.
***
(أرسكين كالدويل والتجربة والأثر)
5- كتابة القصة قائمة على التجربة، بالمحاولة والخطأ، عالج القصة بدأب حتى ترضى عن نتيجة جهدي في خلقها.
– كافح لجعل شخصياتك الروائية التي ابتدعها الخيال، تنبض كشخصيات واقعية.
الهدف من الرواية أن نقدم مرآة ينظر فيها الناس، يتوقف الأثر الطيب أو السيئ لرواياتي على رد الفعل الذي يبديه القارئ نحو الصورة التي يراها في المرآة.
***
(تشيخوف والموهبة)
6- الموهبة هي الشجاعة، الجبن لا ينتج فنا، بل مرضا يلبس مسوح الفن، وإذا كانت الشجاعة تكلف الإنسان الكثير، فإن الفن يتطلب من الفنان خصائص شخصية ممتازة وتضحيات لا حصر لها. والموهبة تضم بين عناصرها الإحساس بالالتزام نحو الشعب، ونحو قضية الفن والثقافة في وطن الفنان، أي أن الموهبة القومية تتضمن إحساسا قوميا بالالتزام.
***
(غوركي والجمال)
7- الأدب عملية تجميل للحياة، سواء بالنسبة للفنان أو الجمهور.
– الجمال شيء يخلقه الإنسان من أعماقه.
***
المصدر: لعبة الأدب – فتحي خليل.
تحرير: مؤمن الوزان.