صناعة الهولوكوست – نورمان فينكلشتاين
يناقش فينكلشتاين، ابن ناجييْن من معتقلات النازية، كيف استغل يهود أمريكا الهولوكوست لجعلها أداة ابتزاز مالية وسياسية، غير أنها لم تكن ذات نفع من غير صعود إسرائيل القوية لا سيما بعد انتصارها في حرب 1967، وأصبحت إسرائيل “عقيدة يهود أمريكا”. اتضح لصفوة يهود أمريكا والحكومة الأمريكية قيمة إسرائيل في كونها قاعدة متقدمة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، فاستعلموا الهولوكوست في مآربهم. وعملوا إثر ذلك في بناء أسطوريتها بترويج مسألتين: فرادة الهولوكوست في التاريخ، وأنها ذروة الكراهية لليهود، إضافة إلى المبالغة والتلاعب في أرقام المعتقلين والقتلى. جعلهم ذلك ينفون ويقللون أي معاناة لغيرهم وأنها مهما بلغت من السوء فلن تكون مثل الهولوكوست، والاحتماء والرد على أي نقد لليهود ودولتهم إسرائيل باللجوء إلى الهولوكوست والخوف من تكرارها. وبفضل مظلمة اليهود على يد النازية أصبح الهولوكوست أداة سرقة ونهب، الأكبر في التاريخ بوصف فينكلشتاين، كما حدث في القضية التي رفعت على المصارف السويسرية في أواخر التسعينيات واتهامها بالاستيلاء على أموال اليهود المودعة لديهم ما بين سني 1933-1945 ولم يطالب بها أحد بعدها، وفي شراء ذهب من الحكومة الألمانية مدّعين أنه ذهب مسروق من اليهود الألمان، وبعد شد وجذب وتلويح بعصا التهديدات الأمريكية اتفقوا على تسوية بمبلغ 1.25 مليار دولار. وطال الابتزاز رؤوس الأموال الألمانية في أمريكا لكنهم خضعوا سريعا ودفعوا مئات الملايين. لم تصل هذه الأموال إلى جيوب المتضررين سريعا أو جميعا أو كلّها، إذ تناهبتها أيادي صفوة اليهود المسؤولين والمنظمات اليهودية، ولم يحصل الناجون أو من تبقى منهم إلا على القليل. ويكشف فينكلشتاين أن ما حصلت عليه أمه لم يتجاوز 3600$ طوال سنوات حياتها من تعويضات الهولوكوست.