سيرة ستورلوغ المثابر Saga of Sturlaug the Hard-Working
حفظت سيرة ستورلوغ المثابر في تسع وأربعين مخطوطة يرجع تاريخ أقدمها إلى سنة 1400 ومن الراجح أنّ السيرة دونت في القرن الرابع عشر. تتوزع السيرة ثلاثة أجزاء رئيسة، في كل قسم حكاية هي مسعى زواج آسا ابنة اليارل هرنغ، ورحلة البحث عن بيضة النسر الذهبية، وأقسام حفل اليول. تبدأ الحكاية بخطبة ستورلوغ آسا إلى أبيها لكنها ترفض الزواج به لأنه بلا مآثر أو صيت جليل فتدفعه إلى بدء مسيرة من البطولة، لكن لم تكن البطولة وحدها كافية لذلك إذ يظهر منافسون له على خطبتها في مقدّمتهم الملك هارالد الذي يرغم والدها على قبول تزويجه إياها ووعده بذلك، ثم يقبل محارب جسور آخر اسمه كول ليجبر والدها على نقض وعده للملك هارالد وأن يوافق على تزويجه ابنته. يبرز التنافس على آسا في خضمِّ هذا الصراع الثلاثي عليها يكون الملك هارالد، وعلى غير العادة، أضعف المنافسين إذ ينتهي التنافس بزواج ستورلوغ. لكن الملك يغضب منه ويطلب منه مهمة مستحيلة بأن يأتيه ببيضة النسر الذهبيّة فيخرج مع رفاقه وإخوة القَسَم للبحث عنها. لم تغب الشخصية المساعدة دائمة الوجود في الحكايات الخرافيّة، وتمثّلت بالعجوز الساحر فيفرييا التي ربّت آسا، وكان ستورلوغ بإرشاد من آسا يقصدها في كلّ ملّمة تهمُّ به. ساعدت فيفرييا ستورلوغ في كلّ ما احتاج إليه، وجسّدت الحكاية الحس الساخر في بعض أفعالها كما حين وضعت الحطبة في الفراش بينها وستورلوغ حين بات عندها، وهو فعل تكرر في أسطورة سيغورد وبرنهيلد حين وضع السيف بينهما في الفراش دلالة على العفة واجتناب المحظور. كانت بيضة النسر الذهبية في معبد الآلهة في بيارمالاند، وهي أرض على سواحل البحر الأبيض شرق إسكندنافيا. تكرر ظهور هذه البلاد في الحكايات وكانت مدينة ذات عجائب وسحركما في حكاية أود ذي السهم إذ اشتهر بعد بلوغها وغنم كنوزها، وكذلك في حكاية بوسي وهيرود حين جلب قرن الثور من المعبد نفسه الذي جاء إليه ستورلوغ لأخذ البيضة الذهبية. انتهى المطاف بستورلوغ أن صار ملكًا وفي حفل اليول أقسم ورفاقه على أشياء سيفعلونها قبل بلوغ اليول الثالث. كانت عادة القسم على فعل أشياء في حفل اليول، وموعده في الشتاء، معمولا بها لدى الإسكندنافيين وظهرت في أكثر من حكاية وسير الملوك. وقد يلعب المزر أحيانا في رؤوس شاربيه فيجعلهم يقسمون على أشياء صعبة المنال تكون الشرارة لبدء سلسلة من الأحداث والوقائع تنتهي أحيانا بمأساوية كما كان حال الإخوة إنغريم والسيف الملعون تيرفنغ في سيرة الملك هيدريك الحكيم. يقسم أخوه فرامار على تقبيل إنغيغرد ابنة إنغفار ملك روسيا، ويسعى إلى ذلك بالحيلة حتى استطاع في آخر المطاف تحقيق مراده. امتازت إنغيغرد بالحكمة وشفاء المرضى حتى ابتنت بيتًا أسمته “بيت الشفاء”، وفشلت كلّ محاولات فرامار قبل أن يستطيع الوصول إلى خدها. تشبه حكاية إنغيغرد حكاياتٍ مشرقيّة عربيّة وعجمية يسعى فيها الرجل إلى بلوغ الأميرة بكل وسيلة وخدعة كما في حكاية الأميرة البريما والأمير بهرام في كتاب مخاطبات الوزراء السبعة.