سيرة ثورستين وابنه فريثيوف
سيرة ثورستين فايكنغسن The Saga of Thorstein Vikingsson
هذه السيرة من نوع السير الأسطوريّة في الأدب الآيسلندي القديم من القرن الرابع عشر وتجري أحداثها في القرن الثامن، وتروي قصّة ثلاثة أجيال لا سيما البطل فايكنغ وابنه من بعده ثورستين، وما جرى عليهما في حياتهما من أحداث ومغامرات وغزوات ومعارك في بيئة خياليّة فيها السحرة والمخلوقات العجيبة كالغولة Troll وأناس بصفات خارقة كأن يصد جسده كل سلاح، والأسلحة السحرية كالسيف الذي يقتل أي مخلوق ويمزّق أي درع، والدرع الذي يصد كل سلاح، والخوذة التي تمنح لابسها القوة. وتقدّم قصة فانتازيّة مثالية من الأدب الخرافيّ حيث ثنائية الخير والشر، والمحارب الشجاع والأميرة المسحورة، وإخوّة الدم وشرف الخصومة والالتزام بالعهد. يروي الجزء الأول من سيرة مغامرات فايكنغ حين هزم الإنسان-المسخ هاريك ذا الرأس الفولاذي وأنقذ الأميرة هونفور، وأنجب تسعة أبناء أكبرهم ثورستين. يروي الجزء الثاني من السيرة حياة ثورستين وكان ملؤها مغامرات وأخطارا، لا سيما صراعه وأخوه ثورير مع يوكل، وصحبته الملك بيلي وصراعه مع أوتنفاكسي، وأنجب في الختام ابنا أسماه فريثيوف شابهه في القوة والشجاعة.
سيرة فريثيوف الصنديد The Saga of Frithiof the Bold
تتبع سيرة فريثيوف سيرة ثورستين، وتشبه وقائع حياة فريثوف حياة أبيه في تكرار واضح لمجمل أحداثها. يهوى فريثيوف إنغبيورغ ابنة الملك بيلي لكن يعترض أخواها هيلغي وهافدان حسدا من عند أنفسهم فيرفضان تزويجه إياها، لتبدأ سلسلة من الأحداث انتهكَ فيها فريثيوف قدسية معبد الآلهة، وعادى الملكين هيلغي وهافدان، فنفياه من البلاد وزوّجا أختهما إنغبيورغ الملك رينغ. عاش فريثيوف بعدها حياة إغارة ومغامرات على متن سفينته السحريّة إيليدي Ellidi، التي ورثها من أبيه بعد أن غنمها من عدوّه الساحر أوتنفاكسي حين كان يحارب رفقة الملك بيلي في شبابه. امتازت هذه السفينة بأنها تفهم كلام ربّانها وحاربت معه الساحرتين في البحر اللتين أرادتا إغراق السفينة فينشد فريثيوف مخاطبا إياها:
مرحى يا إيليدي
اقفزي عاليا فوق الأمواج
وهاجمي الوحشين
اضربي الحواجبَ أو كسّري الأسنان
أو حطمي في الملعونتين الفكوك
كسّري قدما أو قدمين
في الغولتين الخبيثتين
تلعب الكناية هنا دورها فالساحرتان، الوحشان والغولتان، هما كائنان وأمواج بحرٍ في الآن نفسه، وحين تمخرُ السفينة البحر وتغلب الأمواج في إبحارها فإنّها تهزم موج البحر وشعوذة الساحرتين. استمرّ فريثيوف سنوات في غزوه ونهبه وصارت له قوّة وسلطان، وسافر متنكرا إلى مملكة رنغ، وبقي معه وزوجته إنغبيورغ حتى كشف عن حقيقته. كان رنغ قد شاخ ووعده بأن يهب له زوجته ومملكته بعد موته وهذا ما تحقق. تزوّج فريثيوف في آخر المطاف إنغبيورغ وصار ملكا على مملكة رنغ وهزم الأخوين وخضعت مملكتهما سوغن لسلطانه.