التراث الآيسلنديالتراث الأدبي

في أثر أودين الملك والإله الأسطوري

أودين واحد من أهم الشخصيات في الفكر الإسكندنافي والجرماني، وترأس الآلهة في الأساطير الإسكندنافية فانتشرت عبادته لدى قبائل شمال أوروبا قرونا في الحقبة الوثنية قبل وصول المسيحية، وظهر في الكثير من القصائد والحكايات الآيسلنديّة، ومن صلبه في التاريخ الأسطوريّ انحدر رجال صاروا ملوك بلاد شمال أوروبا، وإليه ينتهي النسب الملوكيُّ الفَصْلُ في مبايعة الناس لرجلٍ على الملك. ومثل أي شخصيّة عبدت في التاريخ القديم والأقوام البدائية اختلف في أودين هل كان إنسانا فأُلِّه وعُبِدَ أو هو إله تغيّر معتقد الناس به بمرور الزمن وتأنسن؟ بين أيدينا كتابان يعيناننا، لكن ليس كثيرا، في الإجابة عن هذا التساؤل،  هما أول مصدرين وأهمها عن الأساطير الإسكندنافيّة. الأول كتاب إيدا الشعري Poetic Edda مألّف من قصائد ترجع إلى القرن العاشر للميلاد غير أن الراجح أنها نشأت في زمن أسبق، وتنقسم في موضوعها إلى قسمين قصائد الآلهة وقصائد الأبطال. تروي قصائد الآلهة طائفة من أخبار أودين وصنائعه ومغامراته برفقة سائر الآلهة، وهي معدِن الأساطير والمعتقدات والفكر لدى الأقوام الشماليّة. أما المصدر الثاني عن الأساطير الإسكندنافية فهو كتاب إيدا النثري Prose Edda للآيسلندي سنوري ستورلوسن (1179-1241) جمع فيه معظم أخبار الآلهة وحكاياتها وقصّها معتمدا في كثير منها على قصائد إيدا، إذ الشعر عند الآيسلنديين، والإسكندنافيّين، مرجع أصيل في حفظ الوقائع والأنساب والأحداث وإذا ما روي الشعر في حادث، دقَّ شأنه أو جلَّ، فهو الدليل على صدقه وصحّته. ودفع ذلك بعض الملوك إلى جعل الشعراء ينظمون شعرا في أنسابهم ليأكدوا فيه النسب الملوكي، ورافق شعراء ملوكا في حروبهم لوصفها بعد ذلك وتخليدها. لدينا أيضا كتاب ثالث لا غنى عنه، فيه من أخبار أودين، هو دائرة العالم Heimskringla المنسوب إلى سنوري ستورلوسن،  تروي فيه سيرة آل ينغفي Ynglinga saga رحلة أودين من بلاد الترك إلى إسكندنافيا. تتضارب في هذه المصادر الثلاثة الأخبار عن حقيقة أودين الإلهية والبشريّة، وهل هو إله أو إنسان أو الاثنان معا؟ لا تتطرق قصائد إيدا إلى ذات أودين وأصله فيظهر إلها في كلّ قصيدة تأتي على ذكره كما في قصائد فولوسبا وأقوال العلي ونشيد غرينمر وغيرها، وتمنحنا صورة جليّة برّاقة عن أودين الإله في الأساطير والمعتقدات الشماليّة، لا يختلف فيها عن الآلهة في الأساطير اليونانيّة أو الرافدينيّة في كونه خالق الكون ومدبّر شؤونه وحافظ نظامه، وله مغامرات مع البشر يتجلّى فيها شبيها بزيوس في الأساطير اليونانيّة. تتعقّد حقيقة أودين في كتابي ستورلوسن إيدا النثري ودائرة العالم، وتزيدها تعليقات ستورلوسن لبسًا، فهو وإن مال أكثر إلى أن أودين بشريّ ثم تألّه فقد أورد حكايات عن أصله الإلهي وأصله البشري، وأرجع الأساطير الإسكندنافيّة عن آلهة الآيسر إلى أصول تاريخية مرتبطة بالطرواديين وحرب طروادة في الإلياذة، وتارة أخرى يجمع في أودين الإنسان والإله في ذات واحدة متداخلة، فهو إنسان وإله في الآن نفسه. سنقف في السطور التالية على ما جاء به ستورلوسن عن أودين في كتاباته، ومحاولة التوفيق بينها من أجل الوصول إلى رؤية أوضح عن أودين وحقيقته. 

يذكر ستورلوسن في مقدمة إيدا النثري حكاية أودين الملك وهجرته وقومه إلى إسكندنافيا فيقول -الترجمة موجزة- “قامت في وسط العالم، في آسيا، مدينة طروادة، في البلاد التي عرفت باسم تركيا، وقامت عليها اثنتا عشرة مملكة تدين بالطاعة للملك الأعلى. ودانت بالطاعة لكل مملكة بلاد كثيرة، وفي كل مملكة لغة، وفاق حكّام الممالك الاثنتي عشرة الناسَ في كلّ السمات. تزوّج مونون (أو مينون) ثروان ابنة الملك الأعلى. أنجبا ترور، أو ما نسميه ثور. تزوّج ثور سِيف، وأنجبا لوريدي، الذي أنجب إينريدي، الذي أنجب فينغثور… الذي أنجب فريدليف [السابع عشر في تسلسله] الذي أنجب وودين أو أودين. تزوّج أودين فريج، وحاز وزوجته هبة التنبّؤ، ثم أبصر أنَّه سيعلو ذكره في الجزء الشمالي من العالم، شمال أوروبا، وسيفوق الملوك طرًا، فهاجر من تركيا يرافقه حشد عظيم من الناس، وكان القوم على قدر كبير من الوجاهة والحسن والبراعة فشدّوا إليهم الأبصار وبدوا في أعين الناس آلهة لا بشرا، وما توقفوا في رحلتهم حتى وصلوا إلى سكسونيا [في ألمانيا]، واستقروا زمنا واستحوذوا على شطر عظيم من الأرض فيها. ترك أودين في هذه البلاد ثلاثة من أبنائه هم فيغديغ، وحكم شرق سكسونيا، وبلديغ، ونسميه بالدر، وحكم بلاد فيستفاليا [في ألمانيا] وسيغي وحكمت سلالته الفولسونغ فرانكيا [فرنسا]. قصد أودين بعدها بلادا اسمها ريدغوتيا [غير متفق على حدود هذه البلاد فينسبها بعضهم إلى بلاد القوط في السويد ووفقا لستورلوسن فهي تشمل السويد والدنمرك]، وصارت تُدعى اليوم بلاد اليوتيين [شبه جزيرة في شمال الدنمرك]. جعل أودين ابنه سكيلد حاكما عليها ومن سلالته السكيلديين انحدر ملوك الدنمرك. انطلق أودين بعدها شمالا حتى وصل إلى السويد حيث حكم ملك يدعى غلفي، وكان قد سمع بخبر شعب آسيا [الآيسر Aesir أي الآسيويون] فذهب إلى لقاء أودين وعرض عليه من الأرض ما يشاء وأن يشاركه في الملك، لما كان للآيسر من قوة وبركة وخير ونماء يصيب أي أرض يطؤوها. رضي أودين بالعرض واستقرّ فيها مع شعبه وأقام نظاما شبيها لما كان عليه في طروادة. ثم اتّجه شمالا حتى بلغ البحر وجعل ابنه سايمينغ ملكا على البلاد التي عرفت باسم النرويج، ومن سلالة سايمينغ انحدر ملوك النرويج. رافق أودين ابنُه ينغفي، الذي صار ملك السويد، وانحدرت من صلبه سلالة عرفت باسم الينغفيّين. عاش الآيسر في تلك البلاد وتزاوجوا من الأقوام وكبرت عوائلهم، وصارت لغتهم، التي تحدّثوها في آسيا، لسان تلك البلاد جميعا [السويد، الدنمرك، النرويج، سكسونيا. ولسانهم وهي النوردية البدائية التي نتجت عنها لهجات النوردية القديمة]. 

لا يذكر ستورلوسن في مقدمته هذه أنّ أودين وقومه كانوا آلهة بل امتازوا بسمات جعلتهم أقرب إلى الآلهة، وظنَّ الناس بهم قدرا أعلى من قدر سائر البشر. لكن أودين والآيسر صاروا آلهة -بطريقة ما- عند تلك الأقوام. يخص ستورلوسن الفصل الأول في كتابه، بعنوان خداع غلفي، لرواية أساطير الآيسر، وهم الفرع الأول من الآلهة الإسكندنافيّة. يسافر ملك السويد غلفي متنكرا بهيئة رجل يدعى غانغليري إلى آسغارد، مدينة الآيسر، ليعرف أسرارهم. يلتقي هناك ثلاثة ملوك يقصون عليه من أخبار الآلهة ومبدأ الكون والخلق ومواضيع شتّى. يؤصل في هذا الفصل لأودين الإله فنعرف كيف ولدَ وتزوج وأنجب آلهة وخلق الكون والإنسان. يقول ستورلوسن -ترجمة موجزة- “حين ولدت العمالقة وتكاثرت كان أقدم عملاق فيها يدعى يمير، وعاش على حليب بقرة اسمها أودهوملا. عاشت البقرة على لعق حجارة صقيعيّة ملحيّة، وبعد لعق الحجارة ظهر منها رجل يدعى بوري الذي أنجب بور [لا يذكر كيف أنجبه]. تزوّج بور بيستلا ابنة العملاق بولتهورن، وأنجب هذان ثلاثة أبناء هم أودين وفيلي وفي. قتل أبناء بور العلاق يمير ومن جسده خلقوا السموات والأرض. تزوّج أودين فريج وأنسلا الآلهة الآيسر التي عاشت في مدينة آسغارد، ومن أودين ولدت كل الآلهة ولُقّب أبو الجميع، لأنه أبو كل الآلهة والبشر وكل مخلوق حيّ خاضع له ولسلطته”. يورد ستورلوسن في هذا الفصل، والذي يليه، حكايات كثيرة متنوعة عن آلهة الآيسر والفانير، الفرع الثاني من آلهة الإسكندنافيين. يقول ستورلوسن في آخر الفصل “عاد غلفي إلى قومه وروى لهم ما سمع قصص الآلهة وأخبارها، وبعدها تناقل قومه القصص وتدارسوها، وأطلقوا الأسماء التي سمعوها في القصص على أناس عاشوا في السويد، وتناقل الناس من بعدهم هذه القصص حتى جاء زمن ظنّوا أنَّ هؤلاء [الآلهة والأناس] واحد لا فرق بينهما. 

أُسمي ثور بهذا الاسم -لأنه هو نفسه هيك-ثور الطرواديّ- وإليه عزيت مآثر ثور (هيكتور) في طروادة. واعتقدَ الناسُ أنّ الطرواديين رووا أخبارا عن عوليس [أوديسيوس] وأطلقوا عليه اسم لوكي لأنهم كنّوا له حقدا دفينا دون غيره [لأنه صاحب حيلة حصان طروادة التي دمّرت بلادهم]”. يستطرد ستورلوسن في الفصل الثاني من كتابه، بعنوان لغة الشعر، في أصول قصص الآلهة وأخبارها ويرجعها إلى أحداث ووقائع جرت في طروادة، فيقول إنَّ حكاية ثور حين حاول صيد ثعبان ميدغارد مستخدما رأس ثور طُعما مبنية على قتل هيكتور للبطل فولوكرونتيس (ترجم الآيسلنديون ملحمة الإلياذة الصغرى من اللاتينية إلى لغتهم النوردية القديمة) ثم محاولته قتل آخيل (هو الثعبان ميدغارد في الأساطير) لكنه فرَّ منه، ويعود آخيل ليقتل هيكتور كما قتل ميدغارد ثور في معركة راغناروك. لم يرضَ شعب الآيسر بأن يموت ثور وحده فجعلوه يقتل ميدغارد قبل موته كما جاء في قصيدة فولوسبا: 

“وبغضبٍ يضرب خفيرُ الأرض [ثور] 

على كل الرجال الهروب من مساكنهم 

يخطو تسع خطوات ابن فجورجين [ثور]

يقتله الثعبان، جريئا بجسارة يقضي نحبه” 

وعلّلوا قتل ثور للثعبان بأنَّ آخيل قُتل على يدي هيلينوس وألكسندر، وصار هيلينوس الإله علي على يد شعب الآيسر. (في الإلياذة هربت هيلين من زوجها مينيلاوس وتزوجت باريس الطروادي، أخا هيكتور. وفي الحكايات اليونانية فإنّ باريس بمشورة أبولو رمى عقب آخيل وقتله. كما هو واضح فإن هيلين عند الإسكندنافيين صارت رجلا وأخا هيكتور وشارك في قتل آخيل). 

يكمل ستورلوسن في كتابه دائرة العالم التأصيل لقصص الآلهة على نحوٍ غير مباشر واستلهامها من وقائع تاريخية غابرة مرتبطة بأودين وقومه. يقول في سيرة آل يغنفي -ترجمة موجزة- “عاش في آسيا أودين حاكم بلاد الآيسر (بلاد الترك) وعاصمتها مدينة آسغارد. كان بطلا عظيما ومحاربا شجاعا ومباركا حتى ظن شعبه أن ما يصيبهم من خير فبفضله. حارب أودين قوما يدعون بالفانير وكانت الحرب بينهما سجالا حتى اهتدوا إلى الصلح فتبادلوا الرهائن لضمان دوامه. أرسل الفانير أنبل رجالهم نيورد وابنه فرير وحكيم اسمه كفاسي، وأرسل الآيسر هونير برفقة ميمير الحكيم. جعل الفانير هونير حاكما في بلادهم ولازمه ميمير الحكيم في كل شأنه، وما قطع أمرا إلا بمشورة ميمير، وإذا ما غاب عنه ميمير أجاب عند سؤاله “ليقرر الآخرون”. شكَّ الفانير أنّ الآيسر خدعوهم بإرسال رجل ليس ذا بال فتآمروا على الانتقام وقتل ميمير، فذبحوه وأرسلوا برأسه إلى أودين. أخذ أودين الرأس وطيّبه بالأعشاب وألقى عليه التعاويذ فأحيا الرأس وصار يجيبه عن كل أسئلته وما يريد معرفته. جعل أودين من نيورد وفرير رهبانا مقدّسين، وكذا الحال مع فريا ابنة نيورد فصارت راهبة مقدّسة في معابد الآيسر. ترك أودين الملك، والإله عند شعبه، آسغارد، وغادر مع قومه وبقية الآلهة إلى شمال العالم (شمال أوروبا وإسكندنافيا) إذ تنبأ أن مجده سيزدهر فيها ويحكم بنيه من بعده. فبلغَ روسيا وسكسونيا وصار ملكا عليها ثم السويد حيث صار ملكا على كل بلاد إسكندنافيا. امتاز أودين بقوى سحرية وتنبأ بمصائر الرجال والطالع، وعرف مواضع كنوز الأرض. عبد الناس في شمال العالم أودين والحكام الاثني عشر الذين نصّبهم ملوكهم ودعوهم بالآلهة وآمنوا بهم زمنا مديدا. شرّع أودين الناموس بين الناس كما كان بين الآيسر، ثم مات في السويد وخلفه نيورد في الملك، وخلف نيورد ابنه فرير، اسمه الآخر ينغفي الذي صار لقب سلالته الينغفيّين، وانحدر من صلبه ملوك السويد”.  

نرى في سيرة آل ينغفي التشابه، في كتابي ستورلوسن، عن بداية أودين وهجرته برفقة قومه إلى شمال أوروبا. غير أنَّه يزيد على ذلك بذكره أنَّ أودين صار ملكا وإلها في آن واحد في حياته لما كان عليه من مقدرة عجيبة لا يحوزها إلا إله. وبالعودة إلى الجمع ما بين قصص شعب الآيسر الغابرة وقصص آلهة الآيسر فإن ما كتبه ستورلوسن عن قصة الحكيم ميمير فشبيه بما كتبه عن الإله ميمير. حين نشب الصراع بين آلهة الآيسر والفانير تبادل الحزبان الرهائن حتى يوقفوا الصراع بينهما فأخذ الآيسر الإله نيورد، وهو ليس من الفانير لكنه نشأ معهم، وأخذ الفانير الإله هونير. ثم ذبح الفانير ميمير وأرسلوا برأسه إلى أودين الذي أحياه بالسحر وجعله يجيبه عن كل ما يسأله. وميمير نفسه اسم بئر ماء المعرفة والحكمة في الأساطير، إذ تحت الجذر الثاني لشجرة يغدراسيل، الممتد إلى غابة العمالقة، توجد بئر ميمير وفي مائها الحكمة والمعرفة، وسيدها ميمير ذو العلم الواسع ويشرب من مائها بالقرن غيالا. سعى أودين جاهدا أن يشرب ولو قطرة من ماء البئر لكن ما سمح له ميمير في ذلك إلا بعد أن أعطى عينه عوض قطرة الماء. وجاء في قصيدة فولوسبا:

“أعلم أين عينُ أودين مخفيُّةٌ

عميقةٌ في بئر ميمير الشهيرة في الآفاق”

أما كسافي فهو في قصص آلهة الآيسر رجلٌ خُلق من الجرة التي بصقت فيها الآيسر والفانير تأكيدا للعهد والصلح بينها. كان كسافي عارفا حكيما وبعد أن قتله الأقزام حفظوا دمه في جرّة، يصبح شاعرا كلُّ من يشرب منه، فكنّي عن الشعر دم كسافي. 

لا يمنحنا ما ورد آنفا من أمثلة وتشابه في كتب ستورلوسن ما يكفي للفصل ما بين أودين الإنسان (الملك) وأودين الإله وأودين الإله الإنسان، إذ تجتمع هذه الذوات وتنفصل في الآن نفسه دون أن تؤثر في طبيعة أودين. فيُذكر أودين في سيرة آل فولسونغ على أنه والد سيغني، ومن صلب سيغني انحدر فولسونغ وحفيده سيغورد، وظهر أودين الإله لغير واحدٍ من سلالة الفولسونغ لكنه يظهر في ذات الإله ذي القوى الخارقة من عالم منفصل عن عالم البشر، ويبدو أنه مرحلة لاحقة على الإله الإنسان الذي هاجر إلى إسكندنافيا ثم مات. لذا يمكن تمييز اثنين من أودين الإله، الأول هو الإله الذي يعيش برفقة سائر الآلهة في آسغارد كما في الأساطير وقصائد إيدا حتى معركة راغناروك حين يموت، والثاني هو الإله الذي يتمثّل للملوك ولمن انحدر من صلبه الملوكي بعد أن هاجر إلى إسكندنافيا وجعل أبناءه ملوكا عليها. يمكن الخلوص إلى أنَّ 

1- أودين الوارد في أساطير الإسكندنافيين عن الآلهة، كما في كتابي إيدا النثري والشعري، هو إله أسطوري ولد في بداية الكون قبل أن يخلق العالم من جسد العملاق يمير. 

2- أودين الوارد في التاريخ الإسكندنافي الأسطوري، كما في مقدمة كتاب إيدا النثري وسيرة آل ينغفي في كتاب دائرة العالم، هو إنسان صار إلها أو إنسان بصفات خارقة جعله الناس إلها بعد موته. 

3- أودين الوارد في نصوص أسطورية عن البشر، كما في قصائد إيدا عن الأبطال وسيرة آل فولسونغ وسيرة الملك هيدريك الحكيم وغيرها، هو إله لكن ليس مثل أودين في أساطير الإسكندنافيين إنما إله على تماس مباشر بالبشر لا سيما من خصّه أمرهم. 

4- ستورلوسن يرى أودين والآلهة وأخبارهم في أساطير الإسكندنافيين مستمدة من بشر حقيقيين ووقائع ماضية انحرفت بمرور الزمن عن أصولها وأنزلت في غير مواضعها، وبني عليها معتقدات وحكايات توارثتها الأجيال حتى صارت دينا لا شكّ فيه.   

ختاما لا يسعنا التيقن الحاسم في سؤال حقيقة أودين لتداخل الأخبار والأساطير وانتساجها معا بتعقيد يحول تقريبا عن الوصول إلى صورة جلّية نميز فيها أصل أودين. 

المصادر:

– Poetic Edda 

– Prose Edda by Snorri Sturluson

– Heimskringla by Snorri Sturluson

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى