الليالي العربية المزورة
ترجم أنطوان غالان حكايات ألف ليلة وليلة إلى الفرنسية في الربع الأول من القرن الثامن عشر، وكان لهذه الترجمة دورها الكبير في شيوع الكتاب في الأدب الأوروبي والعالم، وصدرت نسخة من الكتاب بالفرنسية قبل أي لغة أخرى حتى العربيّة. ضمَّت ترجمة غالان حكاياتٍ ليس لها أصول عربيّة قديمة معروفة، وكشف غالان في يومياته عن رجل حلبيّ ماروني اسمه حنّا قد زوده بحكايات بلغَ عددها خمس عشرة حكاية، ظهرت عشر منها في كتابه، وذكر في يومياته ملخصات لهذه الحكايات. حكا حنّا لأنطوان حكاياتٍ وكتب له أخرى، لكن لم يُعثر على مخطوطات الحكايات التي كتبها حنّا. بقيت حكايات أنطوان مثار بحث وجدل في أصولها، لا سيما حكايتي علاء الدين والمصباح السحريّ، وعلي بابا والأربعين حرامي. لهاتين الحكايتين شهرة واسعة، والطريف في الأمر أنَّهما غير موجودتين في كتب ألف ليلة وليلة العربيّة، والمصدر الوحيد المذكور عنهما في يوميات غالان هو حنّا دياب. لكن ظهرت مخطوطات عن هاتين الحكايتين في القرن التاسع عشر، يُشكّك بأصالتهما، ومنها مخطوطة علاء الدين التي يذهب محسن مهدي إلى أنّها ترجمة من اللغة الفرنسية وضعها اللبناني ميخائيل الصبّاغ، وهذا قد اختلق نسخة بغداديّة خرافية لكتاب ألف ليلة وليلة وباعها ليتربّح منها.
في هذا الكتاب مقالات عن الصبَّاغ ومخطوطات حكايات نسخة غالان، ومقالان لبورخيس عن كتاب ألف ليلة وليلة ومترجميه، والمتن العربي لحكايتي علاء الدين وعلي بابا، ومقالات عن مخطوطات الحكايتين.