نصوص

في رثاء السياب

المسيحُ وحده يزحفُ في الخليج

يجرُّ ساقين فيهما الدمُ نام

طوّحن به فوق سرير الألم

لا رفيق له سوى القلم

ويزيد من لعوته جثو الصليبِ

ينامُ ويصحو مناديا

يا موتُ هلمَّ

ما عدتُ أقوى الاحتمال

أتعبني بين المشافي الارتحال

يا موتُ هلمَّ فكلُّي انتظار!

لا تأخر لا، لا اعتذار

**

فأنا الطاعنُ بين بساتين جيكور

منذ مسح الزمان ظهرها بكف نور

وجالت الشمسُ في بُويب تدور

كضوءٍ تخنقه دمعة

تُدفئني بحضن تموز

والقمر الحليبيُ كل ليلة يزور

بيت جدي وشبابيك الأولياء

قبر أمي وأرض الأشقياء

مكملًا قصة حبٍ لم تكتمل

من هالة إلى وفيقهْ

من لميعة إلى لوك الصديقهْ

يا موتُ هلمَّ فقد ملّني جسدي

“ولستُ لو نجوتُ بالمخلّدِ”

***

غابَ البدرُ

يلحقُ عوليس في متاهاته

فما لهُ اليومَ بزوغ

غابَ البدرُ في رحلاته

خاتما مغامرةَ نبوغْ

**

يقف الشعر في جنازته المجازيهْ

ينشد كل قصائده الإنسانيهْ

ومن بحر أبياته-

هبَّ نسيمٌ عليلْ

يحاكي همسَ ليلِ النخيلْ

في عين ماء لفها قلبٌ عليلْ

شرب منها يوما سندبادْ

يوم جال يبحث عن ياسمينهْ

ياسمينة أين ياسمينهْ؟

– هي مع بدرٍ وقد مخرتْ السفينهْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى