حكايات كانتربري – تشوسر
تشغلُ حكاياتُ كانتربري مقامًا رفيعًا في تاريخ الأدب الإنجليزي فهي من أوائل الأعمال الرئيسة المؤسسة للأدب الإنجليزي في أواخر القرن الرابع عشر. يتكون الكتاب من أربع وعشرين حكاية نُظمت شعرا على الوزن العمبقي، الذي تطوَّر مع تشوسر بابتكاره القافية الملكية.
ولدَ جيفري تشوسر في عام 1343 ابنًا لتاجرِ خمور في لندن، إنجلترا القرن الرابع العشر، وتدرَّج في حياته المهنية والدبلوماسية في بلاط الملكِ إدوارد الثالث ثم الملكِ ريتشارد الثاني. وأرسلَ في بعثاتٍ ملكيّة إلى أوروبا في فلاندرز وإسبانيا وإيطاليا، ومنحته هذه التجارب الكثيرَ من الخبرات والاطلاع على ثقافاتٍ مختلفة وآداب متنوعة، وبالأخص في إيطاليا فتأثره بدانتي ومعاصره بوكاشيو واضحٌ في كتاباته. لم يقتصر تشوسر عند هذا فقد تأثَّر بالأقصوصة الأخلاقية Fabliau1 الفرنسية، وكتاب رواية الوردة القروسطية، وتحولات أوفيد، وكتاب التربية الكهنوتية بقصصه العربية وقالبه الإطاري. مكَّنته هذه الحياة الغنية بالخبرات والتجارب والتقلُّبات الماديّة من رفده بما يحتاج إليه ويعينه على الكتابة الإبداعية سواء من آداب عصره أو معارفه وعلومه وفلسفاته، ولكونه مناصرًا للعامية الإنجليزية فقد كتب بالإنجليزية الوسطى بعد اضمحلال سيطرة اللغة الفرنسية على البلاط الإنجليزي في القرن الثالث عشر، وبزوغ الوعي القوميّ الإنجليزيّ حتى أصبحت فيما بعد اللغةُ الإنجليزيةُ اللغةَ الرسميةَ في البلاط والقانون. كتبَ تشوسر عدة مؤلفاتٍ شعرية مثل قصيدة ترويلوس وكريسيدا، وبيت الشهرة، وبرلمان الطيور، وأسطورة النساء الصالحات، وختمها في العقد الأخير من حياته بأهم أعماله المؤسسة للأدب الإنجليزي حكايات كانتربري مع أنه عمل غير مكتمل. شهدَ تشوسر في أواخر حياته تدهورًا ماديًا وتراجعًا في ثرواته بعد أن كان يستلم راتبًا تقاعديًا من الملكِ ريتشارد الثاني لكن حرمه منه الملكُ الجديد هنري الرابع، وناشده بقصيدة استشفاع “شكوى محفظته”، هي من أواخر كتاباته الشعرية، علَّه يُعيد إليه هذا العطاء السنوي. تُوفي تشوسر في عام 1400 لكن لا يعرف بالضبط التاريخ المحدد لهذه الوفاة لكن من المرجح أنها في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر وهو المثبَّتُ على شاهد قبره المشيّد بعد أكثر من قرن على وفاته. كان تشوسر أولَ من يُدفن في ركن الشعراء في دير وستمنستر، الذي ضمَّ لاحقا جثامين شعراء آخرين مثل جون ميلتون وإدموند سبنسر وجون درايدن.
حكايات كانتربري
قُتل المطران توماس بيكيت في عام 1170 داخل كاتدرائية كانتربري في جريمة هزت المجتمع المسيحي فتحولت إلى مزارٍ للحجيج. قاد تشوسر شخصياته في حجٍ إلى الكاتدرائية وقصوا حكاياتهم في الطريق. تتنوع مواضيعُ هذه الحكايات لتشملَ طيفًا واسعًا مرتبطًا بالخلفيات الاجتماعية المتعددة والمتباينة لرواة هذه الحكايات من الحجيج، ففيهم الفارس والفلاح والبحار والنجار والطحان والقسيس والمُحضر الكنسي وطالب العلم والراهبة ورئيسة الدير والمرأة من عامة شعب، فأرفدَ هذا التنوِّع تباينًا في الحكايات وأغراضها ما بين الجدِّ والهزل والفضيلة والرذيلة، كما أنها تميَّزت باختلاف حجم القصة وأسلوبها وبراعتها اختلافًا يتناسب مع راويها وأحيانا يكون موضوع القصة متوافقًا مع خلفية الحاج الاجتماعية والمهنية كما الأمر مع حكاية الفارس أو حكاية خادم القمص أو السيدة باث. يبدأ تشوسر برواية حكايته الإطارية بصوتِ الراوي العليم قبل أن يتحول إلى شخصية داخل الحكاية إذ كان في خان تابارد حيث اجتمع تسعة وعشرون حاجا، إضافة إلى الراوي، قبل الانطلاق في حج إلى كاتدرائية كانتربري. ومع تحوِّل الراوي العليم إلى شخصية في الحدث فإنه يبقى مُتمتِعًا بمعرفته الكلية والشاملة عند تقديمه الشخصيات التسع والعشرين مقوضا عالمه باحتفاظه بخصائص الراوي العليم. حين يتهيأ الحجيج للمغادرة يقترحُ عليهم صاحبُ الخان أن يزجوا الوقت إلى الكاتدرائية برواية القصص (قصتان لكل شخصية في الذهاب وقصتان في الإياب)، وإن وافقوا على اقتراحه سيذهب معهم وهذا ما حصل، واختاروه حكما وحاكما عليهم ليختار أفضل قصة ويكون عشاءُ راويها على حسابه. إنَّ هذا التنظيم لرواية الحكايات هو ما يُشير إلى عدم اكتمال هذا الكتاب رغم انتهاء تشوسر منه، فيجتمع لدينا تسعة وعشرون حاجًا، إضافة إلى تشوسر الراوي، ثم التحاق خادم القمص في أواخر طريق الوصول إلى كانتربري، فيصبح العدد واحدًا وثلاثين. ووفقًا لهذا العدد والاتفاق فسيكون من المفروض وجود نحو 124 قصة في حين تقتصر الحكايات على 24 قصة منها حكايتين غير مكتملتينِ هما حكاية الطباخ، تركها تشوسر دون إنهاء، وحكاية الفتى توباس التي يقاطعُ فيها صاحبُ الخانِ تشوسرَ ويطلب منه عدم إكمالها. أما الحكاية الأخيرة، فهي موعظة أخلاقية يُلقيها القسيس وليست حكاية كسابقاتها. تنتهي الحكايات بخاتمة تشوسر لها وتعريفه بنفسه وبعض إنتاجه الأدبي كتابةً وترجمةً. والراجحُ من هذا أنَّ تشوسر انتهى من كتابه رغم عدم اكتماله أو أنه تُوفي قبل أن يضبطه وتركه ناقصًا ومتضاربًا في حكاياته مع النظام الذي أفصحَ عنه في البداية لكن هذا لا يقلل إطلاقًا من هذا العمل المهم.
عالجَ تشوسر في حكاياته الكثير من المواضيع الحياتية والأخلاقية والدينية والاجتماعية ومن المهم الإشارة إلى أن معظم الحكايات التي رواها تشوسر هي ليست من إبداعه الخاص فهي إما مقتبسة الفكرة والموضوع وإما متأثرة بحكايات أخرى وإما منقولة كاملةً من مصادرَ أخرى. ولا بد أن نعي مسألة مهمة في سؤال الإبداع الأدبي في حينها إذ لم يكن مقتصرًا على كتابة الجديد واختلاقه من العدم بل يشملُ أيضًا إعادة القص لحكاياتٍ أخرى شائعة لا سيما الشعبية، ويكسب العملُ قوَّته من نظمه الشعري واللغوي وأساليب بلاغته المتنوعة. كما يلعب تحويل الحكايات والقصص الشعبية الشفاهية أو المكتوبة بلغاتٍ أخرى إلى نصوصٍ مكتوبة وبلغةٍ يتحدثها عامةُ الناس وصياغتها في حلةٍ جُديدة- دورًا مهما في تقييم العمل وشاعره ويضفي عليهما أهميّة كبرى لا سيما في انطلاقات آداب الأمم. تشوسر هو الآخر لا يُنكر ذلك إذ ينسب على لسان شخصياته هذه القصص إلى كتبٍ أو شعراء كما في قصة طالب العلم والإشارة إلى الشاعر الإيطالي بتراركا، أو الإشارة إلى أوفيد. فضلًا عن كون الحكايات متخمة بالأقوال والحكم المنسوبة إلى سليمان الحكيم والكتاب المقدس وسينيكا وأفلاطون ولفيف من العلماء والفلاسفة. تؤكد كلُّ هذه الإشارات والإحالات الأدبية على سعة إطلاع تشوسر وقدر معرفته وقراءاته وتأثره بالآخرين.
المؤثرات الأدبية في حكايات كانتربري
تأثَّر تشوسر بكتبٍ من عصره مثل سلوى الفلسفة ورواية الوردة وأخرى سابقة له مثل التحولات لأوفيد، وهو كتابٌ لهو تأثير كبير في الآداب الأوروبية وفنونها قرونًا طويلة، وسمحتْ له بعثاته الدبلوماسية بالتأثر بالحكايات الشعبية في فرنسا وبدانتي وبوكاشيو في إيطاليا، ويبرزُ هذا التأثر في حكاياته سواء في مواضيعها أو أصول هذه الحكايات ومصادرها، وهذا أمر لا يُختلف عليه وذكرتُ مصادر بعض الحكايات، التي ذكرها الدارسون لحكاياته وتعقبّوا أصولها، في المسرد الذي وضعته للحكايات. شمل التأثر أسلوبه فيها أيضًا، وأزعمُ أنَّه تأثر في أسلوبِ تنظيمه لأحداث الحكاية الإطارية في كتابه وتعليقاته وتقديماته أو ختامته بكتاب الديكاميرون لبوكاشيو.
نقرأ عند بوكاشيو كيف أنَّ الفتيات السبع والفتيان الثلاثة اجتمعوا في كنيسة القديسة ماريا قبل أن يقرروا الذهاب إلى الريف للترويح عن أنفسهم هربًا من الطاعون، وتقترح عليهم بامبينيا أن يزجوا وقتهم بتسالٍ مختلفة ويرووا الحكايات وأن يختاروا عليهم كلَّ يومٍ ملكًا يُنظم الرواة والمواضيع ويكون بيده عقد الأمر وحله حتى غروب شمس النهار ويختار خليفته لليوم التالي، وهذا ما اتفق عليهم الجميع في أيام الحكايات العشرة بملوكٍ وملكاتٍ تعاهدوا على حكم كلّ يوم. أما في حكايات كانتربري فالأمر لا يختلف كثيرًا إذ يجتمع الحجيج التسعة والعشرون، إضافة إلى الراوي، في خان تابارد وقُبيل صبيحة الانطلاق في حجِّهم إلى كاتدرائية كانتربري يقترحُ عليهم المضيفُ، صاحبُ الخان، أن يروي كلَّ حاجٍ حكايتين في طريقهم بمجموع أربع حكايات، اثنتان في الذهاب واثنتان في الإياب، وهكذا يُروِّحون عن أنفسهم ويمضي الوقت سريعا في رحلتهم، فوافقَ الحجيج على مقترحه واستحسنوه، واختاروا المضيف رئيسًا لهم ينظم أمر الحكايات ورواتها ويكون له القول الفصل في اختيار أفضل حكاية في نهاية المطاف ودعوة الفائز إلى العشاء على حسابه. ونرى في أثناء هذا كيف وضع المضيفُ آلية اختيار أولَ راوٍ ونقرأ تعليقاته على بعض الحكاياتِ أو حتى طلبه من أفرادٍ بعينهم أن يرووا حكايةً أو حتى يُقاطعَ أحدهم ويُنهي حكايته قبل أن تكتملَ لأنها لا تروقه.
وكما نجد عند بوكاشيو شخصية ديونيو تميَّز في كونه آخر من يروي حكايته بموضوعٍ يختلف عن موضوع حكايات اليوم، نجد أن بعض شخصيات كانتربري هي الأخرى تتميزُ بكونها تبدأ دورها في رواية حكايتها دون طلبِ المضيف بل أن يكون موضوعها ردًا على موضوعٍ تحدث فيه سابقه، مثلما حدث بين ناظر الضيعة والطحَّان، والراهب الجوال والمحضر الكنسي.
لبوكاشيو في حكاياته الإطارية تعليقاتٍ وردودٍ نقدية حول أخلاقيات قصصه وأنَّه يُبرئ نفسه منها لكنَّ القصةَ تفرض روايتها بلغتها ومفرداتها دون حذفٍ أو تجنب مفرداتٍ ستختلُّ القصة بدونها في خطابٍ مباشر مع القارئ، ويضع في نهاية الكتاب كلمةً يختم فيها حكاياته كما افتتحها بمقدمة. أما تشوسر فهو لا يفرق عن بوكاشيو في ذلك، فتحذِّر شخصيةُ الرواي في الحكايات القارئ بأنِّه مقبلٌ على حكايات فيها بذاءة وفحشٍ، وأنه لا يمكنه أن يحذف شيئًا وإن لم يرغبْ القارئ بقراءة هذه الحكاية فثمة غيرها يُمكنه قراءتها.
وكما تفتتحُ بعض شخصيات بوكاشيو حكاياتها بموعظة أخلاقية تعبِّر فيها عن غاية الحكاية ومراميها أو تعلِّق عليها في ختامها، فإن بعض شخصيات تشوسر تتبعَ المنوال نفسه في حكاياته سواء بتقديم وعظيّ أو ابتهالٍ دينيّ، ونهاية مُعلِّقة على الحكاية وموضوعِها ورجاءِ المستمعُ من مراميها. هذا على وجه الإيجاز بعض التشابه والتأثر من تشوسر بأسلوب تنظيم الحكاية الإطارية في الديكاميرون لبوكاشيو. لكن يبقى الأمر الأهم هو ما يخص الحكاية الإطارية التي تُثْبِتُ تأثُّرَ تشوسر بالأدب العربي2.
يمكن تعريف الحكاية الإطارية بأنها حكاية واحدة تضم مجموعة من القصص الداخلية، ليس بينها أي رابط، فهذه القصص قائمة بذاتها ببنيتها وحبكتها وموضوعها وشخصياتها. أبدعَ ابنُ المقفع في كليلة ودمنة الحكاية الإطارية وأسلوبها التجميعيّ، إذ جعل من بَيْدبا الفيلسوف الهندي وحوارِه مع الملك دبشليم حكايةً تضمُ القصص الأربع عشرة الداخلية التي يرويها بَيْدبا على الملك. والعرب بذلك أولُ من وضع هذا الأسلوب الأدبي في تجميع القصص بفضل ابن المقفع، وهو أول من استخدم الحكاية الإطارية بهذا الشكل المتعارف عليه اليوم. لكن كيف وصلت الحكاية الإطارية إلى تشوسر وقبله بوكاشيو، إنَّ أغلبَ الظن هو تعرّفُ تشوسر على الحكاية الإطارية من عدَّة مصادر منها كتابا كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة2 إذ وصلا إلى الأندلس، لكن المصدر الأبرز لهذا التأثر فمتمثلٌ في كتاب التربية الكهنوتية Disciplina Clericalis للإسباني بتروس ألفونسي3. وهذا الكتابُ أولُ كتابٍ من نوعه في الأدب الأوروبي يضم في متنه نحو ثلاثٍ وثلاثين حكاية، ويعتمد في جمعها على الحكاية الإطارية يعظ فيها بلعامُ ابنه بالحكاياتِ الداخلية. دَوّن ألفونسي هذه الحكايات في بداية القرن الثاني عشر باللغة العربية قبل أن يترجمها إلى اللاتينية.
تتقصى كاثرين سلاتر جيتيز، في ورقةٍ بحثية بعنوان حكايات كانتربري والإطار العربي التقليدي4، التأثيراتِ العربية في حكايات كانتربري وتأثُّر تشوسر بكتاب التربية الكهنوتية ومعرفته به إذ أشار لصاحبه ألفونسي وعمله خمس مراتٍ في الكتاب، وتُوردُ قول دوروثي ميلتيزكي “إنَّ التربية الكهنوتية هي الحلقة الأولى في السلسلة الغربيّة التي قادت إلى فن تشوسر السرديّ”. لا يقتصر بحث جيتيز عند الحكاية الإطارية العربية بل تذهب إلى أبعد من ذلك حين تقول “تحضر الخصائص الأدبية الأوروبية القروسطية في حكايات كانتربري، لكنها ليس الوحيدة إذ فيها سماتٌ تنظيميّة عربية أيضًا مثل التجميع للحكايات والموازنة في مواضيعها، والموضوع الوعظيّ، والسرد العيانيّ5. طوَّر تشوسر هذه السمات بأساليب جديدة لم تُطرق من قَبْلِه. أما أهم السمات العربية في حكايات كانتربري فهي النهاية المفتوحة فالحجيج لا يصلون إلى كانتربري قط…”.
تبرزُ لنا من كلُّ هذه القرائن في الحكايات تأثُّر تشوسر بطيفٍ من المصادر المتنوعة والمختلفة البيئات والمرجعيات الثقافية والدينية وجمعه لهذه الحكايات في كتابه الذي ما زالت قصصه مقروؤة حتى اليوم.
الهوامش
1- فابليو Fabliau (الأقصوصة الأخلاقية)
نوع أدبي تخيّلي شاع في فرنسا ما بين 1100-1400 م، يتميز بمواضيعه الواقعية ذات النقد اللاذع أو الهجومي تجاه الأخلاقيات المجتمعية في الطبقة الوسطى أو الكنيسة في جو فاحش وماجن وبذيء اللغة. وانتشر في بقية أوروبا وتأثر به أدباء مثل بوكاشيو وتشوسر. عالج بوكاشيو الكثير من هذه الأقصوصات الأخلاقية في الديكاميرون وغالبا ما ارتبطت بالخيانة الزوجية أو الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج، وكذا الحال مع تشوسر في حكايات كانتربري. لدينا في الأدب العربي التراثي قصص ذات محتوى شبيه وغايات مماثلة نجد بعضها في ألف ليلة وليلة ومئة ليلة وليلة وأخبار متناثرة في كتب الأدب، لكني لا أظنها ترقى إلى نوع أدبي قائم بحاله يُؤلفه كاتبه عن دراية ومعرفة وإدراك سابق.
أقصوصة أخلاقية مقابل وضعتُه لأن موضوع الأقصوصة غير أخلاقي في نوع من المفارقة تلائم المحتوى.
2- لا يقتصر تأثُّر تسوسر في الأدب العربي بأسلوب الحكاية الإطارية، بل مما يُرجَّحُ لي كذلك معرفته بكتاب ألف ليلة وليلة وبعض قصصه كما في قصة الفرس النحاسي المشابهة لقصة فرس الأبنوس الواردة في ألف ليلة وليلة، والتشابهات كبيرة في الأسلوب والمتن ومن المستبعد أنَّ تشوسر لم يأخذها من مصادرٍ عربية، أو في أبعد الأحوال من الشرق، لا سيما وأنَّ الفرس النحاسي كان هدية ملكِ العرب والهند إلى ملكِ التتر.
3- كاتب يهودي وُلدَ في هويسكا، مملكة أراغون عام 1062، اسمه موسى سفاردي تعلم العربية ومنها أخذ قصصه (كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة ومصادر أخرى كما هو مرجح). تنصّر موسى في عام 1106 وتغير اسمه إلى بتروس (بيتر) ألفونسي. وتنقّل ما بين إنجلترا وفرنسا حيث عاش حتى وفاته عام 1110. كان ألفونسي طبيبا وكاتبا وفلكيا ومجادلا.
4- The Canterbury Tales and the Arabic Frame Tradition – Katharine Slater Gittes.
5- ما أسماه عبد الله إبراهيم بالرواي الملازم لمرويه، أي راوٍ يحكي ما رآه بعينه لا ما سمعه.