حدَّث أبو هريرة قال
فلما تطهّرتُ أقبلتُ على البحر
فهالني البحر
(حدث أبو هريرة قال)
ما البحرُ يا عيناي؟
سوى الدموعِ
ترتشفها الأرض من يدٍ ممتدةٍ
تعانق السماء كلَّ صباحٍ
ترى الورد ينمو من خدودٍ غجرية
تطهرنا جميعا بدم القرابين
تسفكُ على نُصْبِ بقايانا المنهوبة
نحن السائلين عن جدوى الماء
كيف يخلقُ مع الطين إنسانًا
متى صُيِّرَ الطينُ إلاها؟
يقذف الخَليقة في جوف بئرٍ
ترفعه السيّارةُ نبيًا
يرث مملكةَ السماء
يقتل كل الصالحين والأولياء
العابرين بالجسد نحو جحيم الأرواح
اللاعبين بالطُهر بأيدٍ لوثها النعيمُ بضيائه
كلُّ وجْدي إليكِ زائلٌ فتحملي
صراخُ البُعدِ يهزهز كثبان الصحراء
في ليالي البرد يقضُّ وَحْدتها ويولولُ
ما البحرُ يا أُخيتي
أنا العاشق لمحرماتي
العابدُ لنحنُ ذاتي
التائه في خطواتي
العابر إليكِ ليلا في الظُلماتِ
فخذيني إلى مستودع أحلامي
اتركيني؛ أرفل بثوبي
وأتولَّه بمفردي يا والداتي
من أنا بين جدران البيت؟
تحوطني الرحى نازلةً
تسحقني المدينة بعجلاتها
أنا من أنا أين أنا
علامَ السؤال عن الظُلمة في معبد النور؟
حدث أبو هريرة قال
نزل آدم وخلَّفَ حواء
تلمس جذع إبليس المعطوب
تستنطقه جثته بعد مقتله
آدم يعرفُ البحرَ
فإليه قُذف؛ ما زال كلانا يرهبه