طريق لم يُطرق
طريقان تفرّعا في غابة صفراء
ويا أسفي ما استطعت سفرًا فيهما معا؛
فأنا مسافرٌ واحدٌ، وقفتُ طويلا
أتشوَّفُ إلى الأول أبعد ما كان
حتى انثنى في الشجيرات؛
ثم تشوَّفت إلى الآخر بعدلٍ قَدْرَ الإمكان
وفيه ربما أفضلُ استحسان
معشوشبٌ وما سُلِكَ كثيرًا
مع أنَّ المُضيَّ من هنا
قد طرقهما حقًا بالتساوي
وفي ذلك الصباح معًا انبسطا
وسطَ أوراقٍ لم تُسوِّدها أيُّ خُطى
أواه، فقد أبقيتُ الأول لحين آخر
مع إدراكِ كيفَ يجرُّ دربٌ إلى دربٍ
وخامرني شكٌ إن كنت يوما سأعود
سأروي هذا بحسرهْ
ذات يومٍ والعمرُ في نهاية المسرى:
طريقان تفرَّعا في غابة، وأنا
سلكتُ أقلهما سلوكا أنا
وذلك الذي تأتّى عن كل الاختلاف
****
وقفة
وقفة عند غابة في أمسيّة ثلجيّة
مالكُ هذه الغابة أظنني أعرفُه
رغمَ أنَّ في القرية منزله
لن يراني واقفًا هنا
أراقب غابته يغمرها الثلج
لا بد أنَّ حصاني يظن من الغريب
أن أتوقف ولا بيت مزرعة قريب
بين الغابات والبحيرة المتجمِّدهْ
حلَّت أحلكُ أمسيّة في السنهْ
يهزُّ طقم أجراسه
ليسأل إنّ ثمة خَطب ما
الصوت الآخر الوحيد
صوت الكنس لريحٍ رخيّة وندف زغبيّة
الغابة محبوبة، ومظلمة، وعميقة،
لكن لي وعودٌ لا بد أن أفي بها
وأميال أقطعها قبل أن أنام
وأميال أقطعها قبل أن أنام
****
الهبةُ صراحةً
الأرضُ كانت لنا قبل أن نكون هنا.
هي قبل مئات السنين أرضنا
قبل أن نصبحَ شعبها. كانت لنا
في ماساتشوستس، وفيرجينيا،
لكن كنا لإنجلترا، المُستعمِرة،
مالكون لما لم نكُ نملكه،
مهووسون بما لا نملكه الآن.
حُبسنا لشيءٍ جعلنا ضعافًا
حتى اكتشفنا أنه كان نفوسنا
ممنوعون من أرض عيشنا،
وفي الاستسلام حالًا وجدنا خلاصنا.
كما كنا وَهْبنا صراحةً أنفسنا
(كانت مأثرةُ الهبة الكثيرَ من فعائل الحرب)
إلى الأرض المُدركةِ بغموض جهة الغرب،
لكن لا تزال بلا تاريخ، وغريرةً، وغيرَ مُعزَّزة،
وكما كانت، كما كانت ستعود.