عشبُ الذاكرة
أثمة في هذا الكون متَّسع
نتوسَّدُ فيه عشبَ ذاكرتي
مجددًا، معًا، لحظةً تدوم إلى الأبد
غائبةٌ مع حضوركِ
حاضرةٌ مع غيابك
ترينني آخرَ لم تعرفيه يومًا
ولستِ مخطئة، وهنا المعضلة
أعرفكِ ولا تعرفين أني أعرفك
أعرفكِ وأعرف هذا الذهول
يطاردني وجهكِ بل أطارده
لا أقوى إلا النظر إليه
أبحث عنكِ وأخشى ألا أبحث عنك
أخاف القادمَ منكِ
أن تبقي ضائعة في متاهة لا تنتهي
لا مخرجَ منها إلى قلبي
واقفة في زمنٍ أو تراكِ عالقة فيه
وأين أنا من عالم لا يكف عن الدوران
عن الانطلاق في أبعاد سماوية
حيث حدود الوجود
تُخبِّئ وراءها العدم المهول
فاغرٌ فاه كما هو قبل ولادة الشيء
شيء ولا شيء يتصارعان في ذاتي
أراحتي في الشيء المنبثق من ولادتك
أم اللا شيء الآتي في موتكِ
أخاف موتكِ رغمَ مُضيّه وابتعاده
سلبكِ جذوة الذاكرة
خلَّفني شيئًا بلا شيء
ثمة متسع من الكون لذكرى
تمرُّ في حلمي
أجثو باكيًا أمامكِ
تحضنين ما لا تعرفين
تحضنين ما تظنين
أغرق في دموعي
دموعي أثير الوجود
أخشى ألا يتوقف
هذا الفيضان
أن أنجرفَ ولا أتذكَّرك
ولا أتذكَّرُ أني لا أتذكَّرك
أضيع كما ضعتِ
في متاهة لا تنتهي
ولا مخرجَ منها إلى قلبك