التراث الآيسلنديالتراث الأدبي

سير رجال هرافنيستا Hrafnistumannasögur

سيرة كيتل السلمون Saga of Ketil Trout 

حكاية كيتل واحدة من أربع حكايات لرجالٍ عاشوا في جزيرة هرافنيستا عُرفت بسير رجال هرافنيستا. كان كيتل في صباه قبيح الوجه كسولا خاملا ذا سمت مضحك، وأراد منه أبوه هالبيورن الملقب هالفترول (نصف غول) أن يخرج من البيت ويعمل ويساعده. تنطلق حينئذ سلسلة من الأحداث تبدأ بقتله تنينا مجنّحًا ظنّ أنه سمك السلمون ولما أخبر أباه بالواقعة أعلمه بحقيقة فعلته ولقّبه بالسلمون، ثم قتلَ غولًا وعملاقًا وفاز بسهام غوزير العجيبة الثلاثة التي أورثها ابنه من بعده. تزوّج بعدها هرانفيلد القويّة والضخمة وأشبه بغولة، أنجب منها غريم، وعلى جزء من خده شعر فلُقّب الخد المشعر. ثم تزوّج امرأة أخرى اسمها سيغريد أنجب منها ابنة أسماها هرافنهيلد. كان كيتل ملحدًا لا يؤمن بأودين ويستشيط غضبًا حين يسمع اسمه، وحين خطبَ فرامار ابنته هرافنهيلد رفضت زواجه فتحدّى أباها كيتل في منازلة، وكان فرامار رجلا باركه أودين، وقبل المنازلة أنشد كيتل:

ما قدّمت لأودين

قربانا قط

وقد عشتُ زمنا مديدا

وسيخسر رأس عدوّي النبيل

وبعد أن غلبَه كيتل في النزال كفر فرامار بأودين وأنشد:

السلمون المرقّط باسل

ودراغفندل بتّار

قصمَ عهدَ أودين

كأنّ يوما لم يفه به

نكث أبو بالدر وعده؛

خِبٌّ من يثق به.

تباركت يداك

لا بد أن نفترق الآن.

سيرة غريم الخد المُشعر Saga of Grim Hairy-Cheek 

تروي سيرة غريم الخد المشعر حكاية الابن ومغامراته بعد أبيه، وكان بطلا شجاعا ومحاربا جسورا سافر إلى مملكة فيك وحاكمها الملك هارالد لزواج ابنته لوفثاينا لكنها اختفت قبل زواجها. لم يعر الأمر اهتماما كبيرا وشرع في مغامرات قاتل فيها الأغوال، ثم هاجمته يوما عند شاطئ مجموعة من الرجال وبعد أن قتلهم سقط جريحا ينازع الموت فجاءته امرأة قبيحة طويلة الوجه قاسية الملامح معقوفة الأنف، محدودبة الكتف، سوداء، عوجاء الذقن، قصيرة القامة، قويّة، قذرة الوجه بلا شعر، يابسة الجلد، لا يستر ثوبها ما دون عجيزتها، متدلٍ على شفتها مخاط. وسألته أيقبل أن تنقذ حياته فقبل، ثم سألته أن يقبلها حتى تنقذه، فقبّلها على مضض رغبة في الحياة، ثم سألته أن يشاركها الفراش فشاركتها طمعا بالحياة. عندما استيقظ من النوم أبصرها شابة حسناء ما أبصر أجمل منها وجها ولا أحلى طلة وأنها نفسها لوفثاينا، وقد سحرتها زوجة أبيها غريمهيلد ولعنتها لأنها كانت حرونا ولا تطيعها، ولن تزول اللعنة عنها حتى يأتيها رجل، ويسألها أن تنقذ حياته، ثم يقبلها، ثم يشاركها الفراش. رجع غريم إلى مملكة فيك وقتل غريمهيلد، وتزوّج لوفثاينا وأنجب منها برنهيلد وأود.

سيرة أود ذي السهم Saga of Arrow-Odd

سيرة أود ذي السهم حكاية خرافية من القرن الثالث عشر تروي مغامرات واحد من أشهر الأبطال الأساطير في المخيال الإسكندنافي، وهو أود ابن غريم الخد المشعر ابن كيتل السلمون المرقّط. عاش أود ثلاثمئة سنة عامرة بالمغامرات والوقائع والصحبة وأخوّة القَسَم إذ كان بطلا هماما ومحاربا جسورا من الفاكينغ، مخر بسفينته البحار وحارب الوحوش وبلغ جزرا عجيبة وسافر في البلاد حتى بلغ بيت المقدس ونهر الأردن. شابهت شخصيته ومغامراته رحلات أوديسيوس وتيهانه في البحار ومغامرات السندباد، غير أنّها شخصية نتاجُ عالم إسكندنافي بمعتقداته وخرافاته ومخلوقاته وأسلحته العجيبة. ليس لحكاية أود خط سرديّ واحد يربط أجزاءها، فهي حلقات متنوعة ومنفصلة لا يجمعها إلا أود ورحلاته وخصومته أوغموند هلاك إيثيوف، الذي بقي يسعى في الانتقام منه بعد أن قتل أخوته بالقَسَم وابنه العملاق فيغنير، ثم صالحه بعد أن أيقن باستحالة قتله إذ هو شبح أكثر منه إنسان. مات أود، بعد عمر مديد وحياة عامرة، في جزيرة بيروريود بعد أن خرجَ منها وأقسم ألا يعود إليها. شابه أود جده كيتل في أنه لا يؤمن بأودين وحارب وثنيّة أعدائه وحرّق أصنامهم وهدّم معابدهم لكنه لم يكن مؤمنا بالرب النصرانيّ عن إيمان واقتناع إنما إيمانا صوريا بعد تعميده لأنه آمن بقوته وعزمه.

سيرة آن حاني القوس Saga of An Bow-Bender

السيرة الأخيرة في رباعية رجال هرافنيستا هي حكاية آن حاني القوس، ويرجع بالنسب إلى كيتل من أمه ثورغيرد ابنة هرافنهيلد ابنة كيتل السلمون. كان آن في صباه مثل كيتل كسولا خاملا ومحطًّا للسخرية وتندّر، وذهب يوما إلى قزم وحبسه بتعويذة طالبا منه أن يصنع له قوسا خارقا لا تطيش سهامه فأتمَّ له القزم ما أراد. ذهب بعدها مع أخيه ثورير إلى الملك إنغيالد، وأبدى آن طبعًا غير متحضّرٍ وبلاهة في التصرف لكنه أبطنَ أيضا ذكاء تكشّف في بعض المواقف والأمور. خرجَ الملك إنغيالد في غزوة على مملكة أخويه وشارك فيها آن وثورير، غير أن آن لم ينخرط في المعركة وبقي في السفن الراسية، وبعد أن اندلعت المعركة قصد الميدان وأطلق سهمين من قوسه قتلَ بهما أخوي الملك، فغضب الملك وطالب بالقصاص منه لأنه لم يرد قتلهما. فرَّ آن إثرها وأمر الملك بمطاردته للاقتصاص منه لتبدأ سلسلة من المغامرات. بقي آن يتنقل في البلاد والملك ساعٍ في أثره، وأحبلَ ابنة فلاحٍ بات عنده ليلة، وسأله أن يرسل إليه الوليد حين يبلغ إن كان ذكرا ويبقيه عنده إنْ كانت أنثى. عاش آن في معزلٍ وبعيدا عن أنظار الملك وناجيا من كلّ محاولة أراد أتباع الملكِ الإيقاع به، فانتقم الملك بأن قتله أخاه ثورير الذي كان من أتباعه. التقى آن ذات يوم شابا شجاعا ماهرا حتى إنه فاقه في القوة والمهارة، وحين سأله عن اسمه قال إنّه ثورير ابن آن حاني القوس، وعرف فيه ابنه وسأله أن ينتقمَ من الملكِ إنغيالد الذي قتل عمّه ثورير سميّه. انتقم ثورير من الملكِ إنغيالد وصار رجلا عظيم الشأن، ورجعَ آن إلى جزيرة هرافنيستا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى