إعداد وترجمة: مؤمن الوزان
إميلي جاين برونتي واحدة من أكثر الأديبات الإنجليزيات غموضًا إن لم تكن الأكثر، فكانت كما تقول جيرن “موضوع الكثير من الكتب، والقليل منها يمكن أن تُصنَّف سيرة ذاتية. أغوت الكتّابَ ندرةُ المصادر المباشرة عن حياتها والغموضُ الذي لفَّها، وعزّزا انجذابهم إليها، فألَّفوا عنها قصصًا غير أصيلة وابتدعوا حكاياتٍ لسدِّ الفراغات في سيرتها. وفي هذا تمثَّل السبب الرئيس في فشلهم… لم يتبقَّ من المواد الكتابية الشخصيّة لإيملي برونتي سوى ثلاث رسائل، في المقابل بقي نحو سبعمئة رسالة لشارلوت، وما اعتيزَ إليه عنها أُكملَ بشهادة الآخرين، وما لذلك من تأثير، بغض النظر عن درجة الموثوقيّة، فسُمعتْ إيملي بأصواتِ الآخرين، ونادرًا ما تكلَّمت بصوتها”. دأبتْ كتب السيرة إنطاقَ إميلي كما فعلت أ. ماري ف. روبنسون في أول سيرة ذاتية تتبع حياة إميلي نشرت في لندن سنة 1883 من منشورات W. H. Allen and Co، ووينفريد جيرن بكتاب سيرة إميلي برونتي الصادر سنة 1971 من مطبوعات جامعة أكسفورد، وما بين هذه وتلك الكثير ممن استقصوا حياةَ إميلي ونقَّبوا فيها، ودرسوا أدبها من رواية وشعر واستنطقوه للخروج بشيء يحدد ملامحَ هذه المرأة الكاتبة. لستُ أنا مختلفًا كثيرًا عن غيري من مريدي الأخوات برونتي والقارئين الغائصين في أدبهن، باهتمام متزايد سنةً تلو أخرى، كأني في مَهمة تنقيب عن الذهب أو النفط، لكنه ذهب الأدب ونفطُ الإبداع. في هذه السيرة الموجزة، وهي الثالثة التي أترجمها وأقدمها للقارئ العربي بعد سيرتي شارلوت برونتي وآن برونتي، أقدِّم حياةَ إميلي برونتي في عرضٍ موجزٍ غير مُخلٍ ولا مُسهبٍ ممل، ومراحلَ تكوينها منذ بواكير الطفولة في هاورث وحتى الموت المبكِّر الذي نزلَ بإميلي وهي في الثلاثين من العمر. اعتمدتُ على كتابي سيرة، الأول لماري روبنسون الصادرِ سنة 1883، والآخر لوينفريد جيرن الصادر سنة 1971، وعملتْ على إتمام الصورة من الكتابين، وتحرِّي المعلومة الدقيقة عند التضارب والتباين، وهذا قليلًا ما حدث. كما أنَّي أردفتُ الكتاب بملاحق شملتْ عشر قصائد مترجمة، والمتبقي من يوميات ورسائل إميلي، ومقالتين من مقالاتها السبع المكتوبة بالفرنسية في بروكسل، ومقالات عن روايتها الذائعة الصيت وذرينغ هايتس (المعروفة خطأً مرتفعات وذرينغ لأن وذرينغ هايتس اسم القصر)، وأخيها برانويل لما له من دور وتأثير في حياتها وأدبها، ومقالة عنها. لا أدَّعي أنَّي قدَّمتُ كلَّ ما يجب تقديمه عنها لكنني سعيتُ جهد إمكاني وقراءاتي ألا أغفل عن أيّ شيء مهم في حياتها، وهذه السيرة الموجزة بملاحقها تعطي صورة كافية عن إميلي برونتي، وتفتح شهية المهتم للاستزادة أكثر في كتب السيرة الكاملة التي تناولت حياة إميلي برونتي.
تحميل
صفحة الكتاب في Goodreads
سيرة خفيفة وجميلة لفتني فيها تفاني اميلي في خدمة أخيها البائس ووقوفها معه في محنته حتى موتها تأثراً بموته! أيضاً حبها الكبير للطبيعة الذي تجلى في مقالتها الرائعة في الكتاب ذاته ” الفراشة”
تحمست بعد قراءتي للكتاب لقراءة أعمالها التي كنت استثنيها متعمدة لاعتقادي الخاطئ بأنها سطحية..