هذه ترجمتي للأبيات 500-530 من قصيدة “السيد غُوَيْن والفارس الأخضر”، لشاعر مجهول أطلق عليه شاعر السيد غُوَيْن من اسم بطل القصيدة. لهذه الأبيات بترجمتها الإنجليزية الحديثة عن الإنجليزية الوسطى عذوبةٌ وجمالٌ وتقوم على فلسفةِ التغيّر عبر تصوير الشاعر تعاقبَ الفصول وربطه غير المباشر بتغيّر مشاعر البطل قُبيل انطلاقه في رحلته ليبرَّ بوعده ويلتزم بالاتفاق مع الفارس الأخضر.
عن ترجمة بيرنارد أودونغي.
*
أنَّى للنهايات أنْ تشابهَ تباشيرَ الحياةِ
أنَّى لهذا العيدِ أن يماثلَ سابقَ الأعيادِ.
يمضي اليومُ كالأمسِ،
ويعقبُ كلُّ فصلٍ في الزمانِ أخاه.
يتبعُ عيدَ الميلادِ شهرُ الصيام؛
أيامٌ مُضمراتٌ ومذبلاتٌ للأجسادِ
يُعلَّمنه الصبرَ بكَفَاف الخبزِ والأسماكِ.
ثم يدور طقسُ الأرضِ موهنًا الشتاء؛
يَحْسِرُ البردَ في طيَّاته
ويعلو الغيمُ نحو السماء.
يهطلُ الطَّلُّ دافئًا
يُنبتُ من الأرض زهرها
وتخضرُّ المروجُ والحقول
وتسارعُ الطيورُ لبناء أعشاشها
مغرِّدةً ببهجةٍ من فرطِ أفراحها
في الصيفِ؛ عذبُ المُقامِ فوقَ التلال.
يُزهرُ الوردُ من أكمامه
فوَّاحًا ونوَّارًا
تملأ صفوفُه الأرجاء.
ويشدو الطيرُ مُزغردًا
في الخمائلِ والأنحاء.
تهبُّ نسائمُ الصيف والريحُ الغربيّة
تروِّح البذورَ والأعشاب
فينمو الزرعُ وفيرًا في الشِّعاب
ويفارقُ قطرُ الندى أوراقه
بلمساتِ السماء وشمسِ الضحى
ثم يحلُّ الخريفُ ليُصْمِلَ القمحَ
مُستحثًا نضجه قبل مقدمِ الشتاء.
وعلى كفِّ جفافه يطيرُ الغبارُ
تاركًا أراضيه نحو العلا، نحو السماء.
تصارعُ عواصفُ الريحِ الشمسَ
يتهاوى الورقُ من شجرِ الزيزفون
يشيبُ العشبُ بعد خُضرته؛
كلٌّ ناضجٌ ثم تالفُ؛
كلُّ مَنْ أزهرَ وفي آماله مسرفُ.
ينقضي العامُ عائما على آماسيه
ويحضرُ الشتاءُ من جديد،
فهذا أمرُ الطبيعة في كلِّ مكان.