سيرة عصبة الفاكينغ Saga of Jomsvikings
تروي هذه السيرة حكاية عصبة الفايكنغ الأسطورية التي أنشئت في مدينة يومزبورغ بزعامة القائد بالنا-توكي، وصار لها أعرافها ونظامها فلا ينخرط فيها من كان أكبر من خمسين سنة أو أصغر من ثماني عشرة، ولا أن يؤخذ بعين الاعتبار قرابة المتقدّم من المحاربين عند اختباره للانخراط في العصبة ما لم يحز الشروط المطلوبة، وألا يفرّ المحارب من خصمه إن كان كفؤا له في الشجاعة والسلاح، وأن ينتقم المحارب لمقتل رفيقه كأنه أخوه، وألا ينطق المحارب بكلمة عن جبن أو يرد بجوابٍ سريع بلا تفكير في أي ظرف حتى لو كان عسيرا، وأن يتشارك الجميع الغنيمة ولا يستأثر بها أحد دون صحبه، فضلا عن قوانين أخرى وضوابط يلزم على المحاربين مراعاتها وألا ينتهكوها حتى لا يطردوا من العصبة. شاركت هذه العصبة في مؤامرات وخصومات ومعارك في مملكتي الدنمرك والنرويج، واختلّ نظامها بعد وفاة مؤسسها القائد بالنا-توكي. تشبه هذه العصبة في مجملها نظام أسبرطة للجنديّة في اليونان، وجماعة الحشاشين في المشرق، وفرسان الهيكل في أوروبا الصليبيّة.
تبدأ سيرة عصبة الفايكنغ بذكر نسب الملك غورم، أول ملوك الدنمرك، بأنّ أباه كان ثمرة سفاح الإيرل آرنفنر وأخته، وألقاه بعد إنجابه في غابة حيث كان ملك في الدنمرك يُدعى غورم يزاول الطرد برفقة حاشيته، وكان بلا ولدٍ فأخذه وسماه كنوت. نشأ كنوت في رعاية الملك غورم، وورثه في الملك بعد وفاته. أنجب كنوت غورم الذي لقّب غورم الشيخ وغورم الجبّار، وأنسل سلالة غورم التي حكمت الدنمرك. تشرع الحكاية في تأريخ حياة أبنائه من بعده وصولا إلى صراع ثلاثة إخوة من علية القوم في الدنمرك، هم آكي وبالني وأخ من سفاح اسمه فيولني، على إرث أبيهم. أُدخلَ الملك هارالد ابن غورم في هذا الصراع وقتل آكي بتحريض من فيولني، وعزم بالني على الثأر لمقتل أخيه، وتحقق على يد ابنه بالنا-توكي الذي أسس بعدها عصبة الفايكنغ في يومزبورغ.
تنتهي السيرة بغزو ملك الدنمرك سفين وعصبة الفايكنغ للنرويج في عهد حكم الإيرل هاكون ابن سيغورد في القرن العاشر، الذي جاء بعده لحكم النرويج الملك أولاف تريغفسن.