حكاية هوغني وهيدن Tale of Hogni and Hedin
وجدت هذه الحكاية في مخطوطة من القرن الرابع عشر وتروي خبر معركة أسطورية بين جيشي الملكين هوغني وهيدن فوق جزيرة ها دامت مئة وثلاث وأربعين سنة حتى عهد الملك النرويجي أولاف تريغفسن (ت:1000م). غير أنّ هذه الحكاية تكرار، مع تغيير يسير في حبكتها، لأسطورة المعركة الأبدية، و عاصفة الثلج هيادنينغز Snow-Shower of Hiadnings، في الأساطير الإسكندنافيّة ويذكرها سنوري ستورلوسن في كتابه إيدا النثري. يروي ستورلوسن في كتابه أن الملك هيدن خطف هيلد ابنة الملك هوغني، ثم أراد الصلح والتسوية وكانت هيلد الرسول بينهما، لكن هوغني يرفض ذلك ويصر على الحرب. تقاتل الجيشان من الصباح حتى المساء، وفي المساء تذهب هيلد إلى ميدان المعركة وتُحيي الموتى بالسحر الأسود، وهكذا تستمر المعركة حتى معركة نهاية العالم راغناروك.
لا تختلف حكاية هوغني وهيدن عن الأسطورة غير أنّها تؤصّل لأسباب المعركة إذ تبدأ الحكاية بخبر فريا وأودين، وهما هنا، كما في سيرة آل ينغفي، بشر وآلهة في ذات الوقت يحكمون في آسيا قبل هجرتهم إلى إسكندنافيا. كان في شعب أودين أربعة أقزام مهرة في الصناعة والحدادة صنعوا طوقا عجيبا رغبت فريا في امتلاكه، وحين طلبته من الصنّاع الأربعة سألوها أن تنام كلّ ليلة مع واحدٍ منها، وهذا ما كان فأخذت الطوق. علم أودين بفضل لوكي بما جرى لفريا فأمر لوكي بسرقة الطوق منها، فكان له ما أراد. جاءت فريا تسعى في طلب الطوق لكن أودين اشترط عليها أن تكتب قدرا على جيشين عظيمين أن يتقاتلا أمدا طويلا ولا تنتهي المعركة حتى يأتي تابعٌ لملك عظيم ويقضي عليهما معا. مرّت السنون حتى حكم في البلاد ملكان عظيمان هما هوغني وهيدن، وكانا صنوين في كل شيء حتى أضلت امرأة تُدعى غندول، من تمثلات فريا، التقاها هيدن في غابة، فسحرته بشراب من قرن -السحر من قرن الشراب من عناصر الحبكة المتكررة في الحكايات الآيسلندية الخرافية- وسألته يخطف ابنة هوغني ويقتل زوجته فارتكب هذه الجريمة، ولما ثاب إلى رشده تذكّر فعلته وأراد الصلح لكن ولات حين مناص. تحارب الجيشان وحلّ عليهما المصير الملعون من فريا وبقيا يتحاربا في جزيرة ها في النهار ويستريحان في الليل. بلغ الجزيرة بعد نحو مئة وخمسين سنة رجل نصراني يُدعى إيفار الوهج البرّاق من أتباع الملك أولاف تريغفسن، فجاءه هيدن في الليل وأعلمه بخبر المعركة وأنها تنتهي حين يقتلهم جميعا وهذا ما كان واختفى الجيشان. روى إيفار الخبر على مسامع الملك أولاف وحين ذهبوا إلى الجزيرة لم يجدوا شيئا لكن كان الدم على سيف إيفار شاهدا على قوله. حضر في هذه القصة وغيرها أولاف تريغفسن الملك النصرانيّ ورويت على مسامعه، وفي هذا دلالة على اهتمام الملك أولاف بالحكايات الخرافية والأخبار العجيبة.