التراث الآيسلنديالتراث الأدبي

ملخص قصائد إيدا

قصائد إيدا واحدة من أبرز إبداعات الأدب الآيسلندي التراثي، ومستودع الأساطير الإسكندنافية. في هذا المقال ملخص قصائد الكتاب. للقراءة عنه هنا

القسم الأول: قصائد الآلهة 

1- فولوسبا: نبوءة العرافة Volsupa

هذه القصيدة أهم قصائد الكتاب وأبرزها، وسبق لي أن ترجمتها إلى العربية وشرحها. تقص العرافة فولفا على أودين من أخبار الماضي وخلق الكون وبدء الحياة، والمستقبل بما سيكون فيه من معركة نهاية العالم، راغناروك، وموت الآلهة ثم عودة الحياة. تقدم القصيدة مجموعة من الأساطير وأخبار أودين والآلهة.

2- هوڤامول: أقوال العليّ Hovamol 

في هذه القصيدة مجموعة الحكم المختلفة عن الحياة والإنسان والصداقة وأحوال الرجال والترحال والقتال، يهبها أودين للإنسان. وفيها بعض أخباره أيضا وتعاليمه.

3- نشيد العملاق الحكيم ڤافثرثنر Vafthruthnismol

هذه القصيدة في شكل محاورة، تبدأ بين أودين وزوجته فريج، ثم بين أودين المتنكر بشخصية رجل يدعى غاغنراث والعملاق الحكيم ڤافثرثنر (معنى اسمه جبّار الأحاجي). يسأل العملاق أودين أسئلة يجيب عنها، ثم يشرع أودين في سؤال العملاق فأجابه عن كل أسئلته حتى أراد أودين هزيمته بسؤال لا يعرف جوابه وهو ماذا قال أودين لجثمان ابنه بالدر القتيل قبل حرق جثمانه؟ لم يعرف العملاق الجواب وعرف حقيقة محاوره، وبالطبع لا نعرف ماذا قال أودين لجثمان ابنه. والقصيدة تعبر عن سعي أودين المحموم إلى الحكمة والمعرفة وإثبات أنه الأعلم. وهي في مضمونها إكمال لقصيدة فولوسبا ومتعلقة بها. وتبدو أيضا أنها قصيدة تعليمية لحفظ أخبار الآلهة عند الإسكندنافيين.

4- نشيد غريمنر Grimnismol

تستهل القصيدة وتختم بحكاية الملك غيرروث الذي صار ملكا بعد أبيه، وزاره أودين متنكرا فأخذه وحبسه معذبا إياه بأن وضعه بين نارين، وحين يعلم في آخر المطاف أنه أودين يقوم من عرشه لينقذه لكنه يتعثر ويسقط على سيفه ويموت. في أثناء حبس أودين كان أغنار ابن غيرروث يساعد أودين المتنكر بأن يسقيه البتع. والقصيدة هو ما ينشده أودين لأغنار محدثا إياه عن عالم الآلهة ومساكنها وأشخاصها وأحوالها وعن نفسه. وهي في ذلك إكمال في رواية أساطير الإسكندنافيين.

5- نشيد سكرنر Skirnismol

يبصر فرير شابة حسناء، وهي غيرث ابنة العلاق غيمر، فتسلب لبه ويغلبه هواها، فيبعث بخادمه سكرنر إليها مجتازا غابة العمالقة حتى يبلغ بيتها ويدخل عليها ليعلمها بحب فرير لها وطلبه إياها. يغري سكرنر غيرث أول الأمر بالهدايا العجيبة والوعود فترفض ذلك، ثم يشرع بعدها في تهديدها باللعنات والعذابات إن لم تخضع له وتذهب معه، فترضى غيرث خائفة من وعيده بأن تكون لفرير، ثم تعده بلقائه بعد تسع ليالٍ. يرجع سكرنر إلى مولاه ويعلمه أن موعده معها بعد تسع ليال فانتظر حتى حين. يرضى على مضض فرير بهذا الانتظار. 

6- نشيد هاربارث Harbarthsljoth

قصيدة تنافسية بين ثور والملاح هاربارث ( أودين المتنكر في زي الملاح). بعد أن يعود ثور من رحلته إلى الشرق، يعترض طريقه مضيق مائي لا يستطيع عبوره إلا بقارب الملاح هاربارث، فيطلب منه أن يقلّه فيرفض الملاح ذلك. ثم يشرعا بعدها في تعداد أفعالهما ومآثرهما، ويستمر الملاح في رفض أخذ ثور حتى آخر القصيدة حين يفترقان باقتناع ثور أنه لا يستطيع العبور من المضيق المائي. 

7- نشيد هيمر Hymiskvitha

تروي هذه القصيدة عن حفل لآلهة الآيسر، فيطلب أحد أبناء أودين من عملاق أن يأتيهم بالمزر، لكن العملاق يطلب منهم أن يأتوه بإبريق عجيب الحجم. لم يكن هذا الإبريق إلا عند العملاق هيمر، فيرحل ثور وتير إلى جدة تير، وأم هيمر، من أجل أخذ الإبريق. يبدأ بعدها خبر ثور حين خرج لصيد السمك مع هيمر، وحاول صيد الثعبان ميثغارثسورم لكنه يفشل، والسبب غالبا بحيلة من هيمر لكن القصيدة لا تكشف ذلك لنقص في مخطوطتها، لكن يذكر ذلك سنوري في كتابه. يعودان بعدها إلى بيت هيمر، وفي أثناء شربه المزر تنصح زوجة العملاق ثور أن يضرب رأس زوجها، فضربه وأفلت كأسه وانسكب المزر. طلب هيمر من ثور أن يأخذ الإبريق ويأتيه بالمزر. تحقق لهم بفضل ذلك ما جاءوا لأجله وعادوا إلى مسكن الآلهة بالإبريق. 

8- ردود لوكي Lokasenna 

هذه القصيدة مكتوبة بأسلوب تبادل المثالب والشتائم، أو ما يُسمَّى سينا Senna وهو حوار قائم على التفاخر وتبادل السِّباب والإهانات. تجتمع الآلهة لتكمل احتفالها الذي بدأ في النشيد السابق لكن لوكي، الإله الماكر والشرير، ينزعج من هذا المرح فيقتل أحد السقاة، فتغضب منه الآلهة وتطرده من الحفل. يعود بعدها ويبدأ بمجادلة الآلهة في الحفل، وكلما قال له أحدهم شيئا ذكر مثالبه وآثامه وأسكته، وما سلم منه أحد حتى انتهى وغادر الحفل بتهديد من ثور. 

9- نشيد ثريم Thrymskvitha 

تحكي هذه القصيدة قصة قصيرة عن سرقة مطرقة ثور ميولنير Mjollner، فيطلب ثور من لوكي أن يأخذ ثوب فريا المريّش ويطير بحثا عنها. يبلغ لوكي عالم العمالقة ويلتقي ثريم ملك العمالقة، فيخبره أنه من سرقها وأخفاها تحت الأرض ولن يعيدها حتى يزوجوه فريا الحسناء. يعود لوكي بالخبر إلى ثور وحين يعلموا فريا بذلك تغضب وترفض. أقامت الآلهة المجمع لتناقش في وسيلة تعيد بها المطرقة، فيشير عليها هيمدال أن يتنكر ثور بزي فريا ويذهب مع لوكي المتنكر أنه وصيفتها، ويذهبا على أنه زفاف فريا للعملاق ثريم. يرفض ثور ذلك لأن هذا الفعل مثلمة لرجولته لكن لوكي يقنعه بذلك. ينطلق الاثنان إلى عالم العمالقة ويلتقيان ثريم، وتأتي أخته وتطلب منه أن يسلم العروس مهرها، فيأتي بالمطرقة لتشريف العروس ليتناولها ثور ويقتلهم جميعا. 

10- نشيد ألڤيس Alvissmol 

يتشابه موضوع هذه القصيدة مع سابقتها تقريبا، لكن هذه المرة يطلب القزم ألڤيس من ثور أن يزوجه ابنته، وينفذ وعد الآلهة، لا تبين القصيدة سبب هذا الوعد لكن من الراجح أنها وعدته بزواج ابنة ثور في غيابه مقابل عمل يقوم به، إذ اشتهر الأقزام بالمهارة في الصناعة. يرفض ثور ذلك ثم يعده بتحقيق وعده إذا أجاب عن أسئلته، وهي أن يذكر أسماء أشياء يسأله عنها بشرط أن يعدد أسماءها عند سكان العوالم التسعة: الآلهة، الأقزام، العفاريت، البشر، أهل الجحيم. فيسأله عن أسماء السماء والأرض والشمس والقمر والغيم والريح وسكونها والبحر والنار والخشب والليل والبذرة والخمر. أجاب القزم عن كل أسئلة وعدد له أسماءها عند سكان العوالم التسعة، لكن ثور يتنصّل من وعده، ويأزف انبلاج الصباح وتنتهي القصيدة. تخاف الأقزام من نور الشمس لأنه يحولها إلى صخر. 

11- أحلام بالدر Baldrs Draumar

تقص هذه القصيدة خبر أحلام بالدر التي تؤرق الآلهة فينطلق أودين إلى عالم الأموات هيل، ويبعث الحكيمة من القبر ليسألها عن تأويل حلم ابنه فتجيب عن بعضه ثم ترفض إكمال الإجابة وترجع إلى قبرها. هذه القصيدة أحد أمثلة موضوع النزول إلى عالم الأموات في الأدب، والوحيدة من بين قصائد إيدا في هذا الموضوع، وتتشابه مع قصيدة فولوسبا في إجابة العرافة عن أسئلة أودين، غير أنها أقصر بكثير. امتاز بالدر الإله الطيب بتحقق أحلامه، وحين بدأت تراوده أحلام عن موته خشيت الآلهة من تحقق موته، وهذا ما كان ولم تستطع منع المقدّر عليه. علّم موت بالدر بداية نهاية حياة الآلهة واقتراب معركة الراغناروك التي شهدت موت كثير منهم ونهاية العالم قبل أن يتجدد. 

12- نشيد ريغ Rigsthula 

تروي هذه القصيدة حكاية عن الإله ريغ، وهو هيمدال نفسه رقيب الآلهة، وعن بداية تكاثر البشر. يطوف ريغ في عالم غير محدد على ثلاثة أزواج ويبيت عندهم ثلاث ليال، وبعد أن يغادرهم تحبل المرأة وتنجب، وتتكاثر ذريتها من بعد. فكان أول زوجين آباء العبيد، وثاني زوجين آباء الفلاحين Yeomen، وآخر زوجين آباء الزعماء. تنتهي القصيدة بالحديث عن حفيد آخر زوجين ومعرفته بالأسرار والسحر ولغة الطيور. وأبناء آخر زوجين هم المحاربون والقادة وسادة المجتمع ويبدون أنهم سلّان ريغ، وريغ نفسه يبدو في القصيدة أنه يساهم في إنجاب الأبناء إذ ينام مع الزوجين في فراش واحد وإن كان النص غامض لا يوحي بشيء عن هذه المسألة لكنها راجحة. والأمر مشابه إلى سلالة فولسونغ إذ يروى في كتاب سيرتهم الملحمية أنها من صلب أودين. وأودين كما يشير دارسوا القصيدة هو ريغ وليس هيمدال والخطأ ممن كتب استهلال القصيدة بجعل ريغ اسما لهيمدال. تمثل القصيدة رؤية عن التقسيم الاجتماعي وطبقاته الثلاث عند الإسكندنافيين: العبيد، والفلاحين، والسادة الزعماء. 

13- نشيد هيندلا Hyndluljoth 

تنقسم هذه القصيدة قسمين، تستدعي فريا في القسم الأول الحكيمة هيندلا من قبرها وتطلب منها الذهاب إلى مسكن الآلهة لتخبرها عن سلالة حبيبها أوتر، وهو ملك سويدي شبه أسطوري، وتشرع الحكيمة في تعداد نسله من الأبطال والمبرّزين من الرجال وذرياتهم. وفي القسم الثاني، المسمى فولوسبا القصيرة، تتحدث فيه الحكيمة عن أخبار الآلهة قبل بلوغ معركة موت الآلهة ودمار العالم الراغناروك. 

14- نشيد سفيبداغ Svipdagsmol

تروي هذه القصيدة حكاية سفيبداغ ورحلته إلى الربة مينغلوث. وهي على جزئين الأول بعنوان سحر غروا Grougaldr حيث يستدعي فيه سفيبداغ أمه الميتة، ويعلمها بطلب زوجة أبيه الارتحال للبحث عن مينغلوث، فترقيه أمه بالتعاويذ التي تحفظه من مخاطر الدرب. وفي القسم الثاني نشيد فيولسڤث Fjolminnsmol يتلقي سفيبداغ عند قصر مينغلوث العملاق فيلوسڤث ويبدأ بمحاورته واختباره بأسئلة عن سبيل يوصله إلى مينغلوث، وهو سبيل كله مخاطر ومصاعب تجعله قطعه أقرب إلى المحال، لكن كل هذه المخاطر والمصاعب تزول حين يكشف عن حقيقته بأنه سفيبداغ الذي كانت مينغلوث في انتظاره، وتسأله حين تلتقيه عن نسبه لتتأكد من حقيقته. وباجتماع  الاثنين تنتهي القصيدة. النص مملوء بالثغرات والفجوات في الحبكة، منها لمَ لم يكشف عن حقيقته للعملاق منذ البداية، ويبدو سفيبداغ مسيّرًا لا مخيّرًا، وكأنه يساق إلى مينغلوث رغما عنه، وقد تكون الرحلة هي رحلة البلوغ وعواطفه، والقصيدة تعليمية عن مشاق الحب ووعورة دربه. 

*

القسم الثاني: قصائد الأبطال 

15- نشيد ڤولند Völundarkvitha

تروي هذه القصيدة حكاية ڤولند، سيد العفاريت، والملك نيثوث. تبدأ القصيدة بخبر ڤولند وأخويه الذين يتزوجون ثلاث نساء من الفالكيريات، المحاربات، واللائي يملكن ثيابا من ريش تمكنهنَّ من الطيران. يعيش الإخوة الثلاثة مع أزواجهم سبع سنوات، وفي السنة الثامنة تطير الفالكيريات ويتركنهم. ينطلق كلا أخويه، إيغل وسلاغفيث، بحثا عن زوجيهما ويبقى ڤولند في مسكنه، مع كنوزه. حين يعلم الملك نيثوث بهذا الخبر يقبل مع رجاله على ڤولند ويسرقون منه خاتما ذهبا من كنزه، ثم يمسكونه ويأخذونه معهم إلى جزيرتهم، وحين تراه زوجة الملك تنصحه بأن يعطب ساقه ليصبح أعرج ولا يستطيع الهرب. عمل ڤولند حدادا للملك نيثوث الذي كان له ابنة وابنان صغيران. استطاع ڤولند أن يخدع الصغيرين ويقتلهما ويصنع من جسديهما جواهر وحلي لبراعته في الحدادة ويرسلها إلى أبويهما. وأغوى ابنة الملك بثوڤيلد وواقعها فحبلت منه. وكان قد صنع لنفسه ثيابا تجعله يطير ليفرّ من بلاد نيثوث لكنه إمعانا في الانتقام يعلم خصمه بكل فعائله وهو طائر فوقهم.

تتشابه سمة ثياب الريش وطيران الفالكيريات مع سمة ثياب الريش في بعض حكايات ألف ليلة التي ترتديها الجنيّات ليطرن.

16- نشيد هيلغي ابن الملك هيورفارث Helgakvitha Hjorvarthssonar

تروي هذه القصيدة، من أصل ثلاث، حياة البطل والملك الأسطوري هيلغي وبعض أخباره وفصول حياته. تبدأ القصيدة بالحديث عن أبيه هيورفارث وأمه سيغرلن، ثم ولادة هيلغي وبلوغه ليصبح محاربا جسورا، ثم زواجه سڤاڤا، وفي الأخير موته في معركة على يد عدوه الملك آلف. تنتهي القصيدة بخبر أن هيلغي وسڤاڤا سيعودان إلى الحياة. وهذا ما تؤكده القصيدتان الأخريان عن هيلغي وظهوره الجديد لكن هذه المرة ابنا للملك سغموند، البطل والشخصية الأسطورية. 

17- نشيد هيلغي هلاك هوندنغ الأول Helgakvitha Hundingsbana I

تروي هذه القصيدة، الأولى عن هيلغي هلاك هوندنغ، حياة هيلغي وحربه آل هوندنغ وقتلهم، وزواجه سيغرن، وقتاله الملك هورثبرود. تستخدم هذه القصيدة في رواية خبره في سيرة آل فولسونغ إذ هيلغي ابن الملك سغموند من سلالة آل فولسونغ.   

18- نشيد هيلغي هلاك هوندنغ الثاني Helgakvitha Hundingsbana II

هذه القصيدة تكرار في بعض أجزائها للقصيدة السابقة، لكنها تتميز عنها بأن هيلغي يقتل على يد أخي زوجته داغ، الذي نجا من الهلاك بعد أن أقسم على الولاء لآل فولسونغ إثر قتل هيلغي كل عشيرته وحلفائها في المعركة. قتل داغ بمعونة أودين هيلغي، وأخبر أخته بقتل زوجها فغضبت منه وصبت عليه اللعنات. يرتقي هيلغي إلى فالهالا عند أودين ويجتمعان، فيبدو أن مقتله كان برغبة أودين ليأتي إليه استعدادا لمعركة الراغناروك، وهذه سمة امتازت بها عدة نصوص آيسلندية. تبني سيغرن نصبا تذكاريا لزوجها فوق تلة، وفي إحدى المرات تأتيها جاريتها لتعلمها برؤية هيلغي عند التلة مع فيلق من الفرسان، وتلتقي سيغرن بعدها زوجها الميت هيلغي عند التلة. تموت بعدها سيغرن حزنا على فراق زوجها. يبدو النشيد الثاني متشابها وقصة سيغورد وغدرون في سيرة آل فولسونغ في حبكة قتل هيلغي على يد من أقسم له بالولاء، كما تآمر هوغن وغونار على قتل سيغورد بعد أن أقسموا قسم الأخوّة. أما عودة هوغني من عالم الأموات ولقاء سيغرن يشبه ندب غدرون زوجها قبل وفاتها حين تقول “أتذكرُ يا سيغوردُ حديثنا حين جمعنا فراشٌ واحدٌ؟ قلتَ لي بأنكَ من هيل ستزورني، وإنَّك من هناكَ ستنتظرني”. لم يعد سيغورد لكن هيلغي عاد للقاء زوجته.

19- موت سنفيوتلي Fra Dautha Sinfjotla

هذا النص ليس قصيدة إنما خبر عن موت سنفيوتلي ابن سغموند بالسم على يد زوجة أبيه بورغهيلد ثأرا لقتله أخيها. وهو خبر قصير مرتبط بقصائد هيلغي، إذ يظهر سنفيوتلي في اثنتين منها. والخبر نفسه مروي في سيرة آل فولسونغ.

20- نبوءة غريبير Gripisspo

تبدأ بهذه القصيدة سلسلة القصائد المتعلقة بسيغورث (سيغورد) وبرنهيلد وغونار وهوغني وغثرون (غدرون)، وشكّلت هذه القصائد جزءا كبيرا من مادة سيرة آل فولسونغ. يزور سيغورث في هذه القصيدة خاله غريبير، وكان رجلا حكيما مبصرا المستقبل، فسأله عن قادم أيامه ومصيره، فأجاب خاله وأنبأه بما سيكون في قادم الأيام وهذا ما وقع بعدها حقا. تفصّل القصيدة في تبيان حال سيغورث المستقبليّة، على العكس من سيرة آل فولسونغ إذ تورد هذه الزيارة والنبوءة في خبر قصير، والسبب أنّ قصيدة غريبير تفصيل لكل ما سيكون، وهذا ما تنبّه له كاتب السيرة فآثر الإبقاء على أيام سيغورث مستورة حتى تكشف عنها الوقائع اللاحقة.

21- نشيد ريغن Reginsmol
تروي هذه القصيدة خبر سيغورد مع معلّمه ريغن، إذ يقص على سيغورث حكايته مع أخيه فافنر وأبيه هريثمار مع الآلهة حين قتلت أخاهم القضاعة وطلبوا منها الدية. وفي القسم الثاني من القصيدة خبر ثأر سيغورث لمقتل أبيه سغموند وجده لأمه إيلمي من آل هوندنغ، وهي ذات العشيرة التي حاربها هيلغي من قبله. وترد هذه الأخبار في سيرة آل فولسونغ كاملة.

22- نشيد فافنر Fafnismol

تروي هذه القصيدة خبر سيغورث والتنين فافنر الذي حاز على الكنز، دية أخيه من الآلهة. فبعد أن يؤزّ ريغن سيغورث على قتله وسلب كنزه، ينطلقان معا إلى براح غانيتا، وهنالك يقتل سيغورث فافنر، ويسمع من الطير، بعد أن ذاق دم فافنر وعرف لغتها، أنّ ريغن يتآمر عليه، فقتله وأخذ الكنز. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ.

23- نشيد جالبة النصر Sigrdrifumol

تتألف هذه القصيدة من أقسام متباينة ومجمّعة من أكثر من مصدر فتوصف بأنه مرقّعة. فتكمل قصة سيغورث بعد أن يأخذ كنز فافنر ويتجه إلى منطقة هندارفيول حيث علم أنه سيلتقي برنهيلد، وتروي خبر لقائه سيغدريفا (من المفترض أنها برنهيلد) ويوقظها من النوم بعد أن خالفت أمر أودين فشكّها بإبرة فنامت، ثم تنتقل القصيدة لتكمل الخبر لكن بحضور برنهيلد هذه المرة التي تمنح سيغورث الكثير من الوصايا والحكم. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ.

24- نشيد سيغورث القصير Sigutharkvitha en Skamma

تكمل هذه القصيدة خبر سيغورث وذهابه إلى بلاد الملك غيوكي ولقاء أبنائه غونار وهوغني وغثرون. تسقي أم غثرون سيغورث مزر النسيان، فينسى وعوده لبرنهيلد، ويتزوج غثرون، ثم ينطلق مع غونار لخطبة برنهيلد. يعبر جبل النار بالخديعة وتُخدع برنهيلد حين بدّل سيغورث وغونار صورتيهما بالسحر، وتزوّجت برنهيلد غونار. تعلم بعد زمن برنهيلد بالخديعة وتؤزّ غونار على قتل سيغورث مدّعية أنّه كان أول من شاركها الفراش. يتآمر الأخوان على قتل سيغورث وهذا ما وقع. تنتحر برنهيلد حزنا على مقتل سيغورث وتحرق جثثهم معا في المحرقة. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ.

25- مقتطف من نشيد سيغورث Brot af Sigurtharkvithu

تروي هذه القصيدة القصيرة، مع مقاطع نثرية، تآمر غونار وهوغني، بتحريض من برنهيلد، على قتل سيغورث.

26- رحلة برنهيلد إلى هيل Helreith Brynhildar

تروي هذه القصيدة القصيرة رحلة برنهيلد بعد موتها على عربة إلى عالم الأموات، هيل، وتلتقي عملاقة ويجري بينهما حوار تتحدث فيه برنهيلد عن بعض ما جرى لها وسيغورث. وهذا الخبر غير مروي في سيرة آل فولسونغ.

27- مقتلة النيفلونغ Drap Niflunga 

هذا النص ليس قصيدة إنما قطعة نثرية يتحدث فيها الشارح عن مآل آل غيوكي، النيفلونغ وهذا لقبهم بعد أن حازوا كنز سيغورث بعد قتله، إذ قُتل غونار وهوغني على يد الملك أتلي.

28- نشيد غثرون الأول Guthrunarkvitha I

ترثي غثرون في هذه القصيدة القصيرة زوجها سيغورث، وتندب حظها لموته، وتواسيها ثلاث نسوة هن خالتها وملكة الهون وأختها. وهذا الخبر لا يرد في سيرة آل فولسونغ وإن ورد خبر حزنها على زوجها وندبه.

29- نشيد غثرون الثاني Guthrunarkvitha II, En Forna

تروي هذه القصيدة ما جرى على غثرون بعد موت سيغورث، وهربها حتى وصلت إلى الدنمرك وبقيت مع ثورا ابنة الملك هوكون، ثم تصالحها مع أخويها وإجبارها على زواج الملك أتلي. تنتهي القصيدة بتأويلها أحلام زوجها أتلي. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ. 

30- نشيد غثرون الثالث Guthrunarkvitha III

تروي هذه القصيدة خبرا قصيرا عن غثرون وزوجها أتلي، تتهم هيركيا، عشيقة أتلي، غثرون أنها رأتها تخون زوجها مع ثيوثريك، الشخصية الجرمانية التي تظهر في نشيد النبيلونغ باسم ديترش وهي مستمدة من شخصية الملك التاريخي ثيودوريك العظيم، ملك القوط الشرقيين. كان هذا الملك وفق نشيد النبيلونغ في بلاط الملك إتزل، النسخة الجرمانية من الملك أتلي. تنكر غثرون هذه التهمة وتطلب إبريق ماء ساخن لتضع يدها فيه وتثبت براءتها، وهي عادة معمول بها وفقا للقصيدة لإثبات البراءة، ولها صور أخرى في ثقافات الشعوب منها إلقاء المتهم في نهر الفرات فإذا كان بريئا نجا من الغرق وإن كان مذنبا غرق، كما شرعت قوانين حمورابي. وفي حضور سبعمئة رجل في بلاط أتلي تضع غثرون يديها في الماء المغلي وتخرجهما سليمتين مثبتة براءتها من الفاحشة، على النقيض من هيركيا التي احترقت يديها ثم لاقت حتفها. 

31- مرثية أودورن Oddrunargratr

تروي هذه القصيدة القصيرة العلاقة بين أودرون، أخت أتلي، وغونار. تحكي أودورن عن حبها لغونار وسعيهما للزواج، ثم تقص ما جرى على غونار في آخر حياته حين أوقع به وهوغني أخوها أتلي. لا تظهر هذه الشخصية في سيرة آل فولسونغ وإن أشارت برنهيلد على الفراش الموت إلى العلاقة التي ستجمع غونار بها لكن أتلي سيمنع زواجهما. 

32- نشيد أتلي الأول في غرينلاند Atlmol en Grönlenzka

تروي هذه القصيدة دعوة أتلي لغونار وهوغني إلى بلاده، ثم إيقاعه بهم رغبة في كنز سيغورث لكنهما يرفضان منحه الكنز فيقتلهما. تثأر غثرون منه بأن قتلت ابنيها وأطعمته قلبيهما وخلطت دمهما بالمزر وسقته. ثم قتلته وأحرقت إيوانه برجاله. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ.

33- نشيد أتلي الثاني في غرينلاند Atlakvitha en Grönlenzku

تروي هذه القصيدة خبر أتلي مع غونار وهوغني وغثرون، لكن بتفصيل أكثر، وهو ما يشبه المروي في سيرة آل فولسونغ، بظهور شخصيات مثل زوجتي غونار وهوغني، وأبناء هوغني. 

34- تحريض غثرون Guthrunarhvot

تروي هذه القصيدة القصيرة خبر غثرون بعد أن قتلت زوجها أتلي وقصدت البحر تريد الانتحار، لكنها لم تمت وتزوجت الملك يوناك وأنجبت ثلاثة أبناء هم يرب وسورلي وهامثير. كان لغثرون ابنة من سيغورث، اسمها سفانهيلد، أراد الملك يورمونريك زواجها، وأرسل مستشاره بيكي مع ابنه راندفير لخطبتها، أوقع المستشار برانفدير وجعله يهوى سفانهيلد، ثم حرض الملك على قتل ابنه فقتله. ثم قصد الملك سفانهيلد وقتلها دوسا بحوافر الخيل. تحرض غثرون في القصيدة أبنائها على الثأر لأختهم. وبعد أن ينطلقوا تروي القصيدة رثاء غثرون لنفسها وحزنها على موت زوجها وأخويها. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ.

35- نشيد هامثير Hamthesmol

تروي هذه القصيدة خبر رحلة أبناء غثرون للانتقام لأختهم من الملك يورمونريك. يرد في هذه القصيدة أن يرب أخو هامثير وسورلي من الأب يوناك، وكان من المفترض أن يذهب معهم، لكن أخواه يقتلانه بعد أن سألاه ماذا ينتظران منه عند القتال فأجابهما ما تقدمه اليد لليد والقدم للقدم، فيفهمان أنه لن يساعدهما. يتجهان بعدها إلى بلاط الملك يورمونريك ويقاتلانه لكنهما يقتلان. وهذا الخبر يرد كاملا في سيرة آل فولسونغ غير أن يرب يكون أخاهما من غثرون ويوناك. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى