لا عجب حين آكلُ حُزني
تغربين في ذاكرتي
وتشرقين مثل طيرٍ
حبيسٍ بين جناحيه
سريعٌ هو الليل
يخطفُهُ؛ يقطفُهُ
يرسمُ السماء في عينيه
لكَمْ حلَّقتُ
في ظُلةِّ الغيمِ
مسافرًا
وجهتي أنتِ
أيتها الساكنة في حراكِكْ
يا عُشبَ الحبِّ
أتغذَّى عليكِ
وسِرْبُ أشباهي
تعجبين أنْ آكل حُزني
لا تعجبي فإدامي طيفي
آتٍ وقد رأى ثوبًا
خلعتْهُ أناملكِ في آخر الليل
مطروحٌ كلُّ من قابلكِ
حتى أنتِ مطروحةُ ذاتكْ
أنا المُبعدُ
الغاربُ
الحاملُ آثارَكِ على كاهلي
ثقيلٌ هو اسمُكِ
مغموسٌ بدمعِ وجهكِ النديّ
ما ترينَه؛
غائبٌ عن ناظريّ
ما أراه هو الحلمُ الكاذبُ
لا شكل له
لا وجه له
لا سبيل إليه لأقبِّله
وأقبِّلَكْ
اقتلي الجمعَ حولكِ
أو أبعثيه إليَّ لأقُتلَه
يا آيةَ البدايةِ رفرفي
فالكون ما أضيقه
حين ترفضينَ رفعَ يدكِ للسلام
حين تقعدين وحيدة بلا كلام
يا مُهرةً تزوَّجت البراري
أنَّى للقيدِ في روحِك نُزُل
يا ظبيةً معجونةً بالحُسْنِ
امسحي من عينيكِ كُحلَ البكاءْ
وتخضَّبي بدمي المنزوف لأجلك
ليلَ نهارَ وصباحَ مساءْ