نصوص

الزهرة المنثورة

“ما من ذرة غبار سأسمح لها بأن تلوث هذا الفراش أيتها المنثورة المزهرة من أول رقاد لنا”.*

حنينٌ يتوشَّحُ ضوء قمرٍ ينزلُ كل ليلة إلى نافذتي 

يراقبني بصمتٍ أنصتُ إلى صوتِك المتهدِّج من فرط خيالاته 

يحكي لي قصة أميرة ابتاعت عبدًا رقيقًا برقّة الأقحوان 

يهتزُّ مع ريح الشتاء ويغتسل بندى العيون المُطفأة 

يُشرق مع الغلس وصياح الديكة وتباشير الصباح البارد

أيتها النفس الأمّارة في ذاتي المنصهرة في ترحّلاتك 

ماذا يكشف الماضي حين يغسلُ المستقبلَ بماء حاضركِ

حين تغسلين جروحي بدمع أناملك الحليبية وأظفارك الفضية

تُهطل وجناتك ثلجًا فوق بساتيني الصحراوية التي ما عرفت الشتاء

أرتجفُ في عصفِ أشواقٍ تضرب سواحلَ منقوشةً بالنخيل

عمري مفنيٌ منفيٌ في تشنجات الزمان وتقلبات مواسمه 

يدعك وجهي مداسُ قدميك المكسيّين بخرائط أحلامي 

ألاحقُ حبات التراب المجروفةَ مع ثوبك الأسود الطويل

ينبثقُ كوننا بأجرام وكواكب وأقمار وشموس ونجوم

لا مكان يجمعني بك والقمر ما زال هنا والأميرةُ تلاحق أقحوانها الأهيف

ثمة ليل بلا ضوء يتسرب من تحت الباب إليَّ

أُخترقُ من حيث لا أدري قدماي أم رأسي؟ 

أراكِ شَعرًا يتموج مثل مويجات تربِّتُ على كتفِ شُطآنٍ ذهبية

تجتازني أتسمَّرُ أتبعُ الظلال الشاحبة ولا أصل

يوجعني معنى النظر إلى وجهك الذي غزاه الخال 

متهيّبة من الوقوف كحبي الدائر في الفلوات المتنقّل بقاربٍ في نهر الفرات

وجهتي بعيدةٌ ووجهُك باقترابي يبتعد ويبتعد ويبتعد كطير تبتلعه الشمس

خمرٌ حُميَّا فؤادي الذي تتنازعه طيوفك العابرة في مجازات خيالاتي

مترعٌ كأسي المكسور أحتسيك ولا سكرٌ يكرمني بقدومه فأنسى سُكاني وأسكنك

حنينٌ يوشَّحُ بظلك الدافئ الذي يوما عني ما انقطع؛ فأينك أبحث عنك أنا

____

* حكاية جينجي ترجمة كامل يوسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى