التراث الآيسلنديالتراث الأدبيترجماتقصة قصيرة

حكاية القزم لورين

ترجمة: مؤمن الوزان

تحميل

استهلال

حكاية القزم لورين واحدة من الأساطير الجرمانية والإسكندنافيّة، ولها صلة وثيقة بحكايات البطل ثيدرك، ملك بيرن، ومغامراته مع رفاقه المحاربين الشجعان. ينتمي ثيدرك (ديترش بالجرمانية) إلى جماعة الأبطال الأسطوريّين في شمالي أوروبا، وتداولت أخباره القبائل الجرمانية والإسكندنافيّة، فشاع ذكره وكثرت الحكايات والقصائد عنه، وظهرَ في غالب الحكايات التي تعلّقت بسيغورد/ سيغفريد وكنز النبيلونغ/ النيفلنغ، أشهر الأبطال في المخيال الأوروبيّ الشماليّ في الألفيّة الأولى. استمدت شخصية ثيدرك وبطولاته، في غالب الرأي، من حياة ملك القوط الشرقيين ثيودوريك العظيم. وكان هذا رهينة في طفولته في القسطنطينية، ثم شرع بعد أن بلغ، واشتدَّ عوده وحكم القوط الشرقيين، في غزو إيطاليا سنة 488م، وهزم في السنة التالية الملك أودوسير في فيرونا وصار ملك إيطاليا. كان ظهوره الأول في قصائد جرمانيّة مثل نشيد هيلدبراند في القرن التاسع للميلاد، وهيلدبراند أحد رفاقه الأوفياء ومن بقي ملازما له طوال حياته، وذكر في قصائد إيدا، أقدم القصائد المتوارثة عند الإسكندنافيّين والمدوّنة في آيسلندا ما بين القرنين التاسع والحادي عشر للميلاد، في نشيدي غدرون الثاني والثالث، وذُكرَ في قصائد أخرى عرفت باسم دائرة ديترش ضمّت نحو ست عشرة قصيدة مُدوّنة بالجرمانيّة والنورديّة القديمة والدنمركيّة والإنجليزية القديمة، وفي مجموعها تقدّم حكايات من حياة الملك ثيدرك ومغامراته ومآثره ومناقب رفاقه. جُمعت أخبار ثيدرك في كتاب “سيرة الملك ثيدرك”، وتنتمي هذه السيرة إلى عصر السير الملحميّة الذي ابتُدع وشاع في آيسلندا ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر، ودوّنت بالنورديّة في النرويج في بلاط الملك هاكون الرابع. تكمن أهمية هذه السيرة في حفظها حكايات الملك ثيدرك وأخباره لشيوع ذكره وذيوع صيته.

عودا على بدء فحكاية القزم لورين إحدى حكايات الملك ثيدرك ومن أكثرها شهرة، لكنها غابت عن سيرته المدوّنة. حُفظت حكاية القزم لورين في قصائد جرمانيّة بنسخ متعددة، وتشابهت في أغلب أحداثها الرئيسة، وظهرت بلغات أخرى مثل الدنمركية في القرن الخامس عشر، النسخة المعتمدة في ترجمتنا هنا، في مخطوطة يرجع تاريخها إلى سنة 1500، وغالب الظن أنّها ترجمة للأسطورة الجرمانية لورين أو حديقة الورد الصغيرة، غير أنه لم يُعثر على أصلها الجرمانيّ المكتوب، إن كان لها أصل. ذاع صيت الحكاية واستُمرّ في نشرها حتى بواكير القرن السابع عشر، وفي القرن التاسع عشر ظهرت نسخ جديدة من مخطوطاتها في حكايات وقصائد. تختلف الروايات في نهاية أسطورة القزم لورين، فمنها أن ثيدرك قتله، ومنها أنه صار مُضْحِكَه (مهرّج ثيدرك)، ومنها أنه صالحه إذ كان لورين ملكا أيضًا.

يشترك في أحداث الحكاية إلى جانب ثيدرك رفيقُه هيلبراند (هيلدبراند)، وسبق لي أن ترجمتُ قصيدة هيلدبراند وابنه، ورفيقُه الآخر فيدكه الذي جاء باسم فيدرك، والاختلاف في إملاء أسمائهم معلوم مشهور بسبب رحلة الحكايات ما بين جرمانيا وإسكندنافيا على مرّ الزمن.

ترجمتُ الحكاية بالاعتماد على الترجمة الإنجليزية التي أنجزها Ian Cumpstey في كتاب The Saga of Didrik of Bern، والصادرة عن دار Northern Displayers سنة 2017. أضيف هذه الترجمة الجديدة إلى الترجمات السابقة ضمن مشروع التراث الأدبي الإنساني الذي أعمل عليه منذ سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى